بين الإخوان ماكدونالدز والوايت كاسل 21 عاما من الزمن، حيث بدأ الثاني كأول مطعم قدم الهامبورغر باسم «السلزبيري» في العشرينيات من القرن الماضي، لحقه الأول 1940 وما زال متصدرا لأكبر الشركات التي تقدم سندويشات اللحم المشوي بين خبزتين، فما حكاية «لحم الشواء المفروم» الذي صار كاحتلال لثقافة الغذاء في العالم؟
التسمية نسبة لمدينة «هامبورغ» الألمانية وليس «هام Ham -» لحم الخنزير، كما يظن كثيرون، يقول التأريخ إن المغول أكلوها نيئة حفظا للوقت أثناء اجتياحاتهم في حكم «جنكيزخان»، حيث كانوا يضعون اللحوم تحت أسرجة الخيول ويجلسون عليها لتفرم وتلين ثم تؤكل نيئة، فقد كانوا يقضون أياما فوق الخيول، وأنقل عن ويكيبيديا: انه «في بدايات القرن السابع عشر الميلادي كانت السفن الألمانية تنتقل من ميناء هامبورغ الألماني إلى الموانئ الروسية فأخذوا هذه الوجبة إلى مدينة هامبورغ الألمانية بنفس الاسم (ستيك الترتار)، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كانت حركة الملاحة كثيرة بين ميناء هامبورغ الألماني وميناء نيويورك، ففتحت الأكشاك الصغيرة في ميناء نيويورك لتقدم هذه الوجبة باسم (ستيك هامبورغ) لاجتذاب البحارة الألمان القادمين من هامبورغ. و(ستيك هامبورغ) كان مختلفا فكان قطعة من اللحم المفروم المدخن والنيء ويقدم مع البصل وقطع الخبز المفتت. بعد ذلك بفترة بدأ تقديم هذه الوجبة بنفس المكونات لكن بعد وضعها في الزيت المقلي». انتهى النقل.
اطلعت على دراسة تقول «يأكل الأميركيون 8.2 مليارات هامبورغر سنويا»، وأقول إننا اليوم ومع وجود شطيرة «الهامبورغر» في كل قوائم الطعام تقريبا، عدا المطاعم اليابانية والصينية والهندية بناء على علمي، فنحن مسيرون في الغذاء!
بشر يلقون في أجوافهم كل ما يعرض في القوائم وفوق أرفف «السوبر ماركت» لديهم ضعف في الوعي الغذائي، «المعدة بيت الداء» صدق من قالها، ومن باب حفظ النفس أن نتعرف على ما نلقيه في تلك البيوت من محتويات، حرب الوعي سجال، و«معركة البطون» في طليعتها، وخصوصا بعد أن احتلت الموائد في البيوت ثقافة «الدليفري» صار واجبا علينا أن نتوقف عند «محتوى» الوجبات التي تصل إلينا جميلة فاتنة كعروس في زفتها، ولكن صباح اليوم التالي تظهر على حقيقتها من دون زينة، فإن كانت جميلة فكذلك الوجبة المعدة بلا إضافات جاذبة كاذبة، وإن كانت غير ذلك فكذلك ما تكتشفه المعدة وتمرض من سوء الغذاء.
واقع مؤلم، نسب السمنة ترتفع، والتخمة تزيد بسبب إغراءات المعروض، وتشتعل الرغبة في النحافة وتقليد أيقونات الجمال، التي صدروا لنا معاييرها أيضا، ثم تزدحم عيادات التغذية لإنقاص الوزن، وبعدها أسرة جراحات التكميم وغيرها من وسائل الإسناد لضبط الوزن، وهكذا...، في حين هناك من يموتون جوعا في بقاع العالم! وتستمر معركة الأكل، فهل نعي؟!
@kholoudalkhames