تجمهرت نساء المدينة في حفل صاخب تداخلت فيه أصوات وصرخات الإعجاب بالممثل التركي الشهير «بوراك أوزجيفيت» مع الموسيقى، بالطبع الأمر يثير حماس المراهقات القصر، بينما العجائز! قوتل التصابي كم من رشد أردى.
هكذا تناول الإعلام التركي الحدث «زيارة النجم التركي بوراك أوزجيفيت للكويت وتناوله العشاء مع 80 امرأة ثرية هناك» انتهى الخبر الذي دنس سمعة الثريات الكويتيات بالتعميم والإطلاق، وحاشاهن.
لدي تحفظ على وصف «امرأة ثرية» فليست كل من لديها فائض من المال تعتبر من العائلات الثرية، كثيرات في تلك التجمعات من تبدو متأنقة بأنواع العلامات التجارية والسيارات الباذخة يمتهن العمل الدعائي، أو تشتغل «فاشين انستا» أي: مروجة للموضة وظهرت مع موجة «السوشيال ميديا».
لن نظلم الثريات ونفتري على سيدات المجتمع اللواتي نعلم جيدا من هن، فليس كل من ترتدي الفراء وتعلق حقيبة «هرمس» في يدها سيدة مجتمع، كما لا براءة لقلة من «بنات العائلات» ممن حضرن الحفل ولم يكن سلوكهن لائقا بأسرهن ولا احترامهن لذواتهن، ولكن هي أزمة تبني تفسيرات مستوردة لمفاهيم مهمة مثل التمدن والتحضر بدلا من الأصيلة.
إن للاستعداد للانحراف ما يدعمه: التمترس خلف «قوة اللقب» للحماية من النميمة الاجتماعية «أنا بنت فلان محد يقدر يتكلم عني» وهذا هراء! فلم يعد لهذه الدرع أثر بوجود الإعلام الالكتروني، عامل آخر هو القدرة المالية على الاقتناء والاستكثار من الأشياء بحثا عن السعادة لسد ثغرات مثل الفراغ العاطفي، الخواء الداخلي، الفقر الروحي، وهي إشباعات بشرية تجاهل ملئها بالطرق السليمة والحقيقية يؤدي إلى العيش في حياة تمثيل ووهم والانزلاق في طابور للتصوير مع «بوراك» وتناول الغداء مع «مهند» وهلم جرا!
كامرأة أتفهم مشاعر الأنثى وحاجاتها الإنسانية ولكن لا أدعم سلوكا حيوانيا بلا عقل، ومن دأبت على اللهاث خلف كل لامع وصاخب فقط لتكون داخل إطار «سيدة مجتمع ومشهورة» هي بحاجة ملحة ليد العون وإعادة تعرف معنى أن تكون «سيدة» وتحديد من هو الـ «مجتمع» وما الغرض من «الشهرة».
وتستمر في كل زمان ومكان حكاية نسوة المدينة الباحثات عن «يوسف»، وعندما يرينه يقطعن أيديهن انبهارا بجماله، وفي الوقت نفسه يلمن زوجة العزيز لأنه شغفها حبا!
kholoudalkhames@