من المؤكد تاريخيا واجتماعيا أن للمرأة الكويتية دوراً مهماً في نسيج المجتمع الكويتي قديما وحديثا، وأنها لم تكن في يوم من الأيام مهمشة، أو مسلوبة الحقوق والإرادة، ولقد رصد لنا التاريخ هذه المسألة من خلال نساء رائدات في مجالات مختلفة ثقافية وفنية وإنسانية وسياسية واجتماعية واقتصادية وتعليمية وغيرها.
ولقد اقتحمت المرأة الكويتية - قديماً وحديثاً - الحياة بكل اتساعها، بفضل ما تحظى به من ثقافة ووطنية ورغبة في أن تظل الكويت ساحة ثقافية ومنبرا للعلم والمعرفة، حتى العمل التطوعي والإنساني، كان للمرأة الكويتية فيه دور فاعل ومهم، وهن كثيرات، ومعروفات، والمجتمع الكويتي يقدر لهن دورهن الرائد.
ولأن الكويت كغيرها من دول المنطقة العربية، تتسم بعادات وتقاليد، وأفكار محافظة ربما ترى أن المرأة دورها الأساسي في البيت وتربية الأبناء، ولا دور لها في مسألة التطوير والنهضة، لذا فإن مسألة التمكين التي حظيت به المرأة الكويتية الآن مر بمراحل عدة، وكان وراء ذلك نساء فاضلات، سعين بكل إخلاص إلى أن تكون للمرأة مكانتها البارزة والمهمة في المجتمع الكويتي.
والحقيقة، قبل أن تتمكن المرأة من الحصول على معظم - أو أغلب - حقوقها السياسية في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، كانت تتبوأ أعلى المناصب في مؤسسات الدولة، وكانت لديها وظيفتها وعملها وإدارة شؤونها الخاصة، وقيادة السيارة، والمشاركة في الحياة الثقافية والفنية والأكاديمية وحتى السياسية، ولم تنقصها إلا أمورا بسيطة تتعلق بالحقائب الوزارية والترشيح والترشح في انتخابات مجلس الأمة، والالتحاق بالسلك القضائي وغير ذلك من الأمور التي كانت المرأة الكويتية تطالب بها في كل وقت وحين.
وبفضل حكمة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، تمكنت المرأة من الحصول على الكثير من حقوقها، لنجدها وزيرة وعضوة في مجلس الأمة، وملتحقة بالسلك القضائي، وكذلك في المجالات العسكرية، والاقتصادية والديبلوماسية، فالآن المرأة الكويتية تسهم بجد وإخلاص في خدمة بلدها الكويت من خلال تخصصها أو توجهاتها، ولم تعد هناك عوائق تقف في طريقها لكي تصل إلى تطلعاتها وطموحاتها.
ومع كل ما تقدم فقد نشاهد تصرفات سلبية ضد المرأة، وهي في الحقيقة شخصية، ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن طبيعة المجتمع الكويتي المحب للمرأة التي هي الأم والأخت والعمة والخالة والزوجة، ومن تلك التصرفات التعنيف غير المبرر من قبل البعض، أو الاعتداء عليهن، مثل التحرش وخلافه، ومن المؤكد أن القضاء في الكويت، يسعى جاهدا إلى أن يقتص من كل من تسول له نفسه في التسبب بأذية المرأة، أو التعرض لها بالسوء.
ولكن بصفة عامة، فإن المرأة الكويتية تحظى باهتمام كبير في مجتمعها، ودورها لا يقل أهمية عن دور الرجل، فهناك مساندة وتعاون بينهما من أجل أن تكون الكويت في أفضل حال.