مفهوم التنمية في الإسلام يتسع ليشمل جميع مجالات التنمية بكل أبعادها وفي المقام الأول التنمية الإيمانية بدليل قوله تعالى: (وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب) هود: 61.
أي إن الإنسان الذي هو «موضوع» و«هدف» التنمية لابد أن يكون موصولا بربه حتى يستطيع تعمير هذا الكون.
هذا الإنسان لابد أن ينمى روحيا، وعندما نقارن بين التنمية في الغرب والتنمية في الإسلام نجد أن تنمية الإسلام فريضة شرعية أمر بها القرآن فقال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) التوبة: 105، فهي تشمل العمل للآخرة كما تشمل العمل للدنيا وهنا نؤكد على التوازن، فلا إفراط ولا تفريط، ومن كل ذلك يتأكد لنا أن التنمية في الإسلام هي الوقاية الحقيقية من كل ما يهدد البشرية.
إن التنمية البشرية الإسلامية بجميع مناحيها فمثلا وجوب شكر المنعم عز وجل (وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون) الأنبياء: 80.
أيضا فقد تمثلت التنمية في الإسلام في حضارته التي حررت الإنسان من أسر المادة وعبادة المتع والشهوات، فجاء الإسلام ليكرم بني الإنسان دون نظر إلى دينه أو عرقه أو لونه أو جنسه.
ولننظر ونتأمل ما كان يفعله المؤمنون مع الأسير الذي هو من الأعداء المحاربين المشركين بالله إنهم كانوا يطعمونه من أحب ما تشتهيه أنفسهم دليل ذلك في سورة الإنسان وتأمل جيدا مغزى تسمية السورة بهذا الاسم، قال تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا).
وعندما سأل القائد الفارسي أحد المسلمين يوما في سخرية: «من؟» قال له واثقا: «نحن قدر الله، ابتلاكم بنا، فلو كنتم في سحابة لهبطتم إلينا، أو لصعدنا إليكم».
ما أعظمك ربي وأرحمك أن خلقتنا مسلمين.
[email protected]