مبدأ محمدي خالص ذو روح إبداعية لا يعلوها سقف إلا السماء، هو مبدأ صناعة النجوم (صناعة القادة) حين قال صلى الله عليه وسلم (صحابتي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم).
نجوم سطعوا حوله عليه السلام لينيروا الدنيا بهاء وضياء، كل منهم برز في موضع فكري وحياتي معين سطر لنا منهجا تربويا وعقليا كاملا وألفنا من سيرته أمهات كتب خالدة نطبق ما أوتي بها من ذكر على مر العصور والأزمنة، فلله در سيرهم ما أروعها وما أنقاها من علوم وأصول.
هذه أحد أبرز ملامح القائد الفذ، ألا وهو حبه وشغفه بصناعة قادة مثله أو يفوقونه مهارة يشار لهم بالبنان، لا مجرد أتباع يناظرون منه التوجيهات لينطلقوا بحماس فينفذونها.
هنا تقاس مدى إنسانية القائد إذا ما رأى من فريقه مصادر قوة وإلهام وارتكاز لا منابع تنافس وتهديد وتراجع.
فيكونوا معا خير مثال يحقق لنا مقولته عليه السلام (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
فمن رأى كسرا في أخيه جبره، ومن رأى عيبا في غيره قومه.
ولتكن هذه الكلمات رسالة إلى الجميع، وبالأخص لمن اختارهم الله تعالى فجعل منهم قادة بالفطرة وهم قله أو من سخر لهم التأهيل اللازم ليكونوا قادة وهم الأغلبية بأن يتناول ما يحصل عليه من علم ويجمعه معلما لغيره، ومن لم يستطع أن ينفع غيره بالعلم فلينفعه بالمال، ومن لم يستطع بذا أو بذاك فليدل الآخرين على ما ينفعهم أو ليدعو لهم، فخير الناس أنفعهم للناس، وأحب لأخيك ما تحبه لنفسك.
>>>
تنويه: نشر لي مقال سابق بعنوان «تحديات»، وذلك المقال تم إرساله إلى الجريدة بخطأ من القسم الإداري الخاص بي، ولتدارك الخطأ، لا بد أن أشير إلى أن ذلك المقال خاص بالكاتب محمود عباس.. وهذا تنويه منا بذلك.
[email protected]