أتقدم بخالص التهنئة لحكومة وشعب الكويت بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لعيد الاستقلال والذكرى السابعة والعشرين للتحرير.
إنه لمن فخر الولايات المتحدة الأميركية بناؤها لعلاقة متجذرة مع الكويت والتي شهدت نموا وتقاربا منذ الاستقلال، مرورا بالتحرير وحتى يومنا هذا.
إن فائدة هذه العلاقة تعود على كلا الشعبين فبسبب التعاون الوثيق بين بلدينا في مجالات الدفاع والأمن - والذي يشمل الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب ووقف منابع تمويله - فإن شعبينا يعيشان في ظل ظروف أكثر أمنا.
وفي الأسبوع الماضي، تشاركت كل من الولايات المتحدة الأميركية والكويت في استضافة الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش والذي حضره ممثلون عن أكثر من سبعين (70) دولة عضو في التحالف والمؤسسات الشريكة، تجمعوا هنا في الكويت وهم متحدون في إصرارهم لهزيمة داعش من خلال جهود مستدامة ومتعددة الأوجه.
ونود هنا أن نعبر عن تقديرنا للكويت على استضافة مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق.
لقد كان العام الماضي عاما مثمرا للعلاقات بين الولايات المتحدة والكويت، كان أبرز ما فيه زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، إلى البيت الأبيض وبكل نجاح، إجراء الحوار الاستراتيجي الأميركي - الكويتي الثاني.
وقد فتحت هذه الاجتماعات قنوات جديدة للتعاون بين بلدينا في مجالات الأمن والتجارة والاستثمار والتعليم.
هذا، وتؤكد الولايات المتحدة التزامها بأمن الكويت وتواصل الإسهام في تعزيز قدرات القوات المسلحة الكويتية للدفاع عن الكويت.
كما سنشارك المعلومات بطرق تساعد على تعزيز أمننا وسوف نعمل على تطوير سبل جديدة لزيادة حجم التجارة والاستثمار والتشاور حول أفضل الوسائل لتعزيز البيئة للأعمال والاستثمار في الكويت.
وأود هنا أن ألقي الضوء على احد أهم جوانب هذه العلاقة وأكثرها ديمومة بيننا منذ ذكرى الاستقلال، ألا وهو التعليم.
في نوفمبر الماضي، استضفت في منزلي ثلاثة أجيال من الخريجين الكويتيين من الجامعات الأميركية للاحتفال بهذه الروابط وشراكتنا المتطورة.
إننا نعمل على زيادة العدد الكبير من الكويتيين الدارسين في الولايات المتحدة وزيادة عدد التبادلات بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية الأميركية والكويتية.
كما أننا نبحث عن طرق جديدة لإعداد الطلاب الكويتيين لتحقيق النجاح الأكاديمي في المؤسسات التعليمية الأميركية ذات الجودة العالية.
وكما رأينا على مدى العقود الماضية، فإن عودة الطلبة الكويتيين وهم مسلحين بما تعلموه خلال سنوات الدراسة في أميركا ستساهم في صياغة مستقبل الكويت.
منذ وصولي هنا في شهر سبتمبر من العام 2016، كان لي شرف التعرف على الكويت وشعبها.
لقد انضممت خلالها إلى النقاشات في الديوانيات والتقيت الشباب والشابات ممن يخططون للدراسة في الولايات المتحدة وأثار إعجابي حس الابتكار والريادة لدى الرجال والنساء هنا.
هذا وستعمل الولايات المتحدة والسفارة الأميركية في الكويت مع الحكومة الكويتية ومع القطاع الخاص لتعزيز روح المبادرة.
وفي الذكرى السنوية لاستقلالكم وتحريركم، نهنئ السلطات الكويتية والشعب الكويتي على ما أصبحت عليه الكويت ومساهمتها الكبيرة في الديبلوماسية والاستقرار في منطقة تواجه تحديات كبيرة، وقائدة إنسانية تتجاوز حدودها الجغرافية بكثير.
وعلى مدى العامين القادمين، ستتاح الفرصة أمام الكويت لممارسة قيادتها الديبلوماسية كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
إنني أتطلع خلال العام المقبل إلى تعزيز العلاقة بين الولايات المتحدة والكويت وبين الشعبين الأميركي والكويتي. «ألف مبروك» إلى أصدقائنا الكويتيين.