أبدأ بالاعتذار ومع احترامي الشديد لأهلي وجماعتي، أبي وأمي، من حملة شهادات الحياة الأمية والتي خبراتهم وعقولهم تقابل وتضاهي في الواقع عن عشرين شهادة دكتوراه في زماننا هذا، وأخص هنا أصحاب الشهادات المشكوك فيها، حتى أصبحت ظاهرة.
أهلي أصحاب الشهادات الأمية بنوا عالمنا الماضي وأحسنوا تربيتنا وعملوا بجد واجتهاد، إلى أن كثرت في الآونة الأخيرة أصحاب الشهادات وحملة درجة الدكتوراه من جامعات غير معروفة حتى سميت بالبقالات والتي تمنح هذه الدرجة العلمية ولكن بعقول أمية.
وللأسف أصحاب هذه الشهادات أصبحوا يضايقون ويأخذون أماكن أناس اجتهدوا وتغربوا وسهروا الليالي، حتى إن الموازين قلبت وأصبح «دكتور البقالة» يرأس أصحاب شهادات الدكتوراه الأصلية.
كثرت الشكاوى من أهل العزم وسهر الليالي، على هؤلاء المزورين حتى «فاحت ريحتهم» وانغرست آثار أقدامهم في التدني و«خصبقت» الجهات الحكومية وإداراتها وكثرت القضايا عليهم في أروقة المحاكم.
هؤلاء فعلا خطر على المجتمع ويجب محاكمتهم وإنزال عقوبات شديدة عليهم، لكن للآسف هؤلاء منتشرون في جميع الدوائر الحكومية بمسميات .. حضرة معالي الدكتور الفلاني، ومناصب أيضا.
كيف استطاعت هذه العقول الأمية اختراق الإدارات المعنية في الدولة وأخذ اعتمادات بشهاداتهم الأكاديمية سواء في الكويت أو في الملحقيات الثقافية التابعة للدولة، والجمعيات بكل أنواعها، الهندسية والطبية والحقوقية، وغيرها من جمعيات النفع العام؟!
من المسؤول عن انتشار هذه الظاهرة؟.. لابد من متنفذين.
[email protected]