كم كان جميلا عندما كنا صغارا في رياض الأطفال (الروضة)، وكان من ضمن الأنشطة هي فقرة لعبة الكراسي، ونقوم بالدوران حول الكراسي وتتكون اللعبة من ستة أطفال وعدد خمسة كراسي ويخرج الخاسر فينا، وبعد ذلك نقلص الكراسي إلى أربعة وخمسة أطفال وهكذا، حتى يبقي آخر كرسي ويتنافس عليه طفلان، ويكون البقاء للأنشط فينا للجلوس على الكرسي الأخير ويكون الفائز منا بالمركز الأول على بقية الأطفال.
وكأننا خرجنا من هذه الفكرة منذ زمن الطفولة، وأصبحنا نلعبها في وقتنا الحالي ونحن كبار، ولكن في مجلس الأمة بحجة التحدي والجلوس فقط لإيصال الرسالة إلى الحكومة من الأغلبية المعارضة للحكومة والمجلس معا، والهدف منه عدم إقامة الجلسات بوجود رئيس مجلس الوزراء، على حساب الوطن والمواطنين.
لعبة خفية لا نعرف مدى ما تحتويه من نزاعات سياسية بين طرفي الحكومي والبرلمان، وطبعا الخاسر الأكبر بلا شك هم نحن الشعب الكويتي، والإصرار على تعطيل الجلسات والقوانين والتشريعات.
ولو نقوم بحسبة بسيطة على ميزانية مجلس الأمة من أعضائها وموظفيها وسكرتاريتها لنصل إلى ميزانية باهظة تدفع بلا وجه حق لعدم وجود أية جلسات، وبما أن الرسالة وصلت للحكومة وللشعب أيضا، لذا فإننا نرى أن حل المجلس بات قريبا بإذن الله.
ماذا لو تم توفير جميع المخصصات المالية وترحيلها للجيل الحالي والأجيال القادمة، من الرواتب والسيارات والمخصصات والسفريات وجميع ما يلزم؟
وتعادل هذه الميزانية الباهظة قيمة تأجيل ستة أشهر أخرى من الأقساط للكويتيين، وكذلك دفع جميع الإيجارات وفوائد البنوك وغيرها، حسب ميزانية الدولة لعام 2020.
وبلا شك سوف يحظى بموافقة أغلبية الشعب لعمل ذلك عند الاستفتاء والموافقة على حل المجلس وترحيل جميع مخصصات للشعب، ويكون العائد على الفرد الكويتي مباشرة.
وجود مجلس الأمة هدفه مصلحة الوطن والمواطن، وحال المجلس الحالي لا يرتقي بأية تقدم، فالحل هو القرار الأمثل والسليم.
وبهذه المناسبة، نشكر الحكومة على تقديم قانون الصفوف الأمامية، ونصيحة أخيرة من الشعب للأعضاء المحترمين، التريث قليلا والنظر بمصالح الشعب بعيدا عن التشنجات التي لا طائل لها وتوحيد الصف بدل التعنت، والابتعاد عن المصالح الشخصية وأن الشعب واع ومستاء كثيرا. كان الأمل فيكم كبيرا ولكنكم خيبتم ظن الشعب.
[email protected]