المستشار القانوني د.محمود المغربي
نعم هي سابقة.
ولذلك سندرسها، وبتمعن، لينقلب السحر على الساحر.
نعم سندرسها وبجدية. لأن كل الشركات الاستثمارية العالمية في الدول الكبرى تدرج هذا النوع من البنود الجزائية المرفقة بالتحكيم.
نعم كلنا مع التحكيم بعد اليوم، وكل دولة عربية لديها غرفة ومحكمون وخبراء.
نعم لدينا كذلك في الكويت اقلام ملفوفة بالحرير تحيك شروطا جزائية توضع في عقود تزينها بنود التحكيم.
أولسنا دولة نفطية وكبريات الشركات العالمية تقف على ابوابنا متمنية حتى الحديث معنا.
لسنا ضعفاء بل اقوى ممن يظننا البعض.
هنا الكويت التي جمعت بخيراتها وعطائها أضداد مشارق الأرض ومغاربها.
هنا الكويت التي لا تخيفها لسعة نحلة وهي كانت وستبقى مما لا تخاف الأسود وغيرهم.
نعم، ربّ ضارة نافعة في عقد «الداو» لأن كل الدول العربية اصبحت حذرة بفضلك يا كويت.
بفضلك يا كويت كل الدول والشركات والمؤسسات اخرجت عقودها للتأكد من بنودها وتحكيمها.
هكذا كنت وستبقي عنوان المؤتمرات. والندوات. قدرك ان تفدي غيرك.
وبعد تجميع عدة مئات من الأوراق والوثائق والمقالات والتعليقات، وإزاء صمت مخيف من الغالبية القانونية رغم حديث القلة وفي حياء عن الجانب القانوني للصفقة، نعتقد أنه آن الأوان لحراك قانوني وطني دولي إزاء مثل هذه التساؤلات وسواها مما ينجم عنها أو يدور في فلكها تقرع فيها الحجة بالحجة بثقة ومنطق وإقناع واقتناع..
نعتقد أن الأوان آن... لكثير من الهدوء والروية والصبر والحنكة والتحليل والتعليل لتحقيق ما نصبو إليه في محراب العلم والعدالة المنشودة.
نعتقد أن الأوان آن... للبحث في الأسباب والجذور لا التعامل مع النتائج والفروع سواء كنا على حق أم لم نكن.
نعم، إن في تغييب بنود العقد ـ قصدا أو عن غير قصد ـ وعدم إخراجه للعلن دور على قدر من الخطورة في منع الكثيرين من أفراد ومؤسسات عن تقديم استشارة قانونية محكمة في موضوعي الفسخ وإمكانية رفع دعوى لإبطال البند أو تعديل قيمة العقد وشروطه وهذا هو الأساس الجوهري في قضية الداو وليس الموضوع الاقتصادي أو الجانب الفني.
نعم، كانت الفرصة متاحة وبقوة لدراسة قضية الداو برصانة وجدية عبر مكاتب استشارية متخصصة ـ عربية (و لم لا)، إقليمية، دولية تدافع وتفاوض معا وليس فقط تفاوضا.
نعم، كان بالإمكان الاتجاه نحو التحرر إن لم يكن لصالح الكويت فليكن لصالح العالم خوفا من ان يأتي يوم تصبح فيه قضية الداو عرفا عالميا.
نعم، في مكان ما... في سطر ما... مخرج ما.. إنما بعد اكتمال المشهد القانوني بكل جزئياته القانونية الدقيقة.
قدرك أيها التحكيم أن تصبر على الضربات الموجعة وتصمد أمام الأزمات القاسية وتثبت في كل حين أنك الأجدر لتحقيق العدالة مهما بلغت درجة خطورة النزاعات الاستثمارية الدولية خاصة.. وستبقى «الداو» لغزا يشغل بالنا ليل نهار عن حل مستمد إما من مبدأ السيادة وإما بالقيمة والرقم وإما بكيفية التنفيذ إرضاء وإقناعا للجيل القادم، ليس إلا.. وربّ ضارة نافعة.. والله ولي التوفيق..
[email protected]