عذرا أيها المشرع عندما تعاقب من يحمل السلاح دون وجه حق لأنه يؤذي به الآخرين ولا تجرم من يبيع أدوات تخرب سلوك الأطفال وتدمر عقولهم وتدفعهم الى التفكير والتساؤل اذا كانت هذه اللعبة من البلاستيك فكيف يكون عليه الحال اذا كانت حقيقية؟ طلبت مني ابنتي ان اشتري لها هدية بمناسبة الأعياد، فاصطحبت معها اخوها الصغير الذي لا يعرف من الدنيا سوى حلاوتها.
دخلنا المحل الأول واذا بألعاب شبيهة بالأسلحة والدبابات والصواريخ.
أنزلت طفلي لكي يمشي الى جانبي، فلاحظته يمسك في يمينه سلاحا وفي يساره سيفا وعينه على الدبابة.
ألعاب تصدر أصوات مزعجة مثل صانعيها ومروجيها.
عشت عشر سنوات في فرنسا وكنت في كل مرة أذهب فيها لشراء الألعاب للأطفال، لم أجد أي مشكلة او حرج وفي كل مرة كنت أوفق في اختياري.
فإما كتاب واما دراجة واما قلم واما ثياب طبيب واما خوذة مهندس وكل الهدايا التي أعطيتها لأطفال الأصدقاء مازالت موجودة حتى الآن، إن السنوات الأخيرة أخذت منا اجمل ما نملك.
أخذت منا البراءة وصدرت لنا العنف.
ان انتشار محلات بيع الألعاب الإلكترونية والتي تشبه الأسلحة تشكل خطرا كبيرا على سلوكيات الأطفال، ويقابل هذا الانتشار طلب متزايد من قبل الأطفال لاقتناء هذه الألعاب المخيفة في شكلها ومضمونها والتي تلعب دورا كبيرا في إذكاء العنف لدى الطفل وما يقلقنا في هذا الموضوع ان معظم أولياء الأمور لا يدركون مخاطر وتبعات هذه الألعاب والتي من الممكن ان تتحول من لعبة يلهو بها الطفل الى عامل أساسي في التحول الفكري لدى الطفل.
حيث انه ومع مرور الوقت فلم يعد يستمتع سوى بصوت الرشاشات وغيرها.
إن غياب الرقابة الدورية على محلات بيع هذه الألعاب المخيفة المشابهة للأسلحة ستؤدي وفي القريب العاجل الى إخراج جيل لا يستمتع سوى بصوت أزيز الرصاص ولا يحلو له أخذ الصور إلى من على أبراج الدبابات وهذا ما سيساعد على إفراز جيل عنيف وأناني، وذلك نظرا لما سيختزنه في مخيلته من مشاهد عنف يراها من على الشاشات ليربطها باللعبة التي يمتلكها وربما يبقى أسلوب تصرفه في مواجهة المشاكل التي تصادفه يغلب عليه العنف، وفي الختام جل السلام الى مشرعنا وحامي قوانينا، أرجوك التدخل لضبط محلات بيع الألعاب التي تفتك بعقول أطفالنا، لأنه وبكل تجرد ومع مرور الوقت اذا كنا نستطيع شراء لعبة الكترونية لطفل يلهو بها فإنه وفي القريب العاجل سيشتري لنفسه شبيه اللعبة ليجرب الواقع.
أرجوك التدخل لضبط الوضع، لان الأمر لا يطاق.
الا أطفالنا، لأننا خسرنا كل شيء ما عدا هذا الطفل البريء الذي يراهن عليه كل الكون.
فهو مصدر سعادتنا وأملنا في المستقبل.
ونحن لا نلجأ اليك الا في وقت الشدة.
فالطفل حائر بين مغريات أولها فتك سلوكياته ومن هنا نسأل.
اذا كان في هذه الألعاب خير فلم تصدرها دولها المصنعة ولم تمنعها في أسواقها؟ اللهم اني قد بلغت فاشهد على ما قلت.
[email protected]