أعجبتني حكمة د.إبراهيم الفقي، رحمه الله، «في المدارس نتعلم الدروس ثم نمر على الامتحانات، أما في الحياة فنمر على الامتحانات ثم نتعلم الدروس»، وهذا ما شهده العالم بمجموعة من المتغيرات الناجمة عن جائحة كورونا (COVID-19) وسبل مواجهتها، ما أدت إلى انعكاسات وتغيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية وصحية وأمنية ونفسية.. إلخ، في جميع نواحي الحياة، وقد تفرض هذه التغيرات في البيئة الإستراتيجية وتقلبها وخاصة الدولية منها والإقليمية انعكاسات على البيئة المحلية، الأمر الذي يؤثر على سياسات هذه الدول وإستراتيجياتها في التعاطي معها، وإيجاد أفضل الفرص لتحقيق مصالحها الأساسية وأهدافها الوطنية، وهذا يحتاج إلى تطوير الوسائل والأساليب والاستفادة من الفرص المتاحة، وتقليل المعوقات لتحقيق هذه الأهداف.
ومن ضمن التحديات الجانب النفسي «السيكولوجي» وانعكاسه على الفرد والمجتمع، حيث الأزمة ناتجة عن توترات وهي ملازمة للبشر في كثير من مواقف الحياة، وهناك أفراد لديهم خصال «فسيولوجية» بعدم القدرة على الاحتمال ما يجعلهم يستجيبون للضغوط بشكل أسرع من غيرهم، فالتعامل النفسي مع الأزمات يتطلب (تحديد مولدات الضغط) حتى لا يتحول الأمر إلى أبعاد وجوانب ضارة على الكيان أو الفرد وهو تهديد للأمن الوطني، فمن وجهة نظرنا لهذا الموقف النفسي! لو فتحت جميع منافذ الملاحة الجوية والبرية لدول مجلس التعاون الخليج العربية ويكون الحظر مفتوحا لدول المنطقة فقط، وبمنظومة موحدة للتواصل فيما بينهم أثناء الجائحة، ألا يكون ذلك خير علاج للآثار النفسية وانتعاشا اقتصاديا لأصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة وتغطي أجور العاملين وتنمي عجلة الاستثمار والسياحة والعلاج وصلة للأرحام، فتقلل من الانعكاسات النفسية على المواطنين نتيجة الحظر، ولا يكون ذلك إلا بدراسة وتخطيط فاعل مبني على أسس علمية صحيحة، منها التنبؤ الوقائي الاستباقي لأي حدث واستخبارات صحية ناجحة.
أعتقد لو أننا حققنا هذه الدراسة تحت منظومة موحدة للمنطقة، وبقوانين ثابتة واضحة الدلالة، سنواجه التحديات بقوة صد صارمة، ومناطق غلق محكمة، حماية ودفاعا لأمننا الوطني والإقليمي بمفهومه الشامل.. ودمتم ودام الوطن.
من أقوال أبي العتاهية:
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثر
