أجمع المفكرون على أن «الأمن الفكري» هو أن يعيش المجتمع مطمئنا على مكونات أصالته وثقافته النوعية ومنظومته الفكرية، في مواجهة التيارات الثقافية الوافدة أو الأجنبية المشبوهة، وحماية المكتسبات، والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن.
والأمن من أعظم نعم الله! فهو مطلب كل أمة وغاية كل دولة، وحياة بلا أمن لا تساوي شيئا، قيل لحكيم أين تجد السرور؟ فقال: «في الأمن، لأني وجدت الخائف لا عيش له».
وجاء في الحديث الشريف «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»، فرتب (الأمن أولا، والصحة ثانيا، والطعام والشراب ثالثا)، فهذه هي الحاجات الأساسية للفرد والمجتمع.
إذن: «نعمة الأمن» مقدمة على نعمتي الطعام والغذاء، لعظمها وخطر زوالها، وإن البلاد التي تنعم بالأمن تهدأ فيها النفوس وتطمئن فيها القلوب، لو توقف الأمن لحظة، لرأيت كيف تعم الفوضى وتتعطل المصالح، وتأمل فيمن حولك من البلدان فستجد الواقع ناطقا.
إن الأمن الوطني لا يتحقق إلا بوجود «الأمن الفكري» لحماية الأجيال الناشئة، وتحصين أفكارهم من التيارات المشبوهة أصحاب الفكر المناهض، وإن «الأمن الفكري» هو بوابة الأمن لجميع جوانب الحياة، فهو الذي يحميك من الخطابات الزائفة الرنانة، ويبكم الإشاعات المستهدفة الأفاكة، ويقول ابن القيم في اعلام الموقعين «وإذا ظهر العلم في بلد أو محلة قل الشر في أهلها، وإذا خفي العلم هناك ظهر الشر والفساد».
فعلينا تبصير مجتمعاتنا بما يدور حولهم من فتن مهلكة، والناظر في أحوال من حولنا يرى العجب والدمار، وكل ذلك بغياب الوعي الفكري وتعلقهم بشبهات غرسها في عقولهم أصحاب الأغراض والمطامع الخبيثة.
وصلاح الفرد من صلاح المجتمع، فهو الأساس المتين، والدرع الحصينة، فيجب المحافظة عليه وتسلحه بسلاح العلم والمعرفة، وبالقيم العليا والمبادئ المثلى، ليميز ما له وما عليه، ويضيق الخناق على الفاسدين.
وأختم (زاويتنا) بمقولة ابن رشد «لو سكت من لا يعرف، لقل الخلاف».. ودمتم ودام الوطن.
واجب عزاء:
٭ أتقدم بأحر التعازي وخالص المواساة للوزير والنائب السابق/ مشاري جاسم العنجري وعائلة اللهيب الكرام لوفاة فقيدتهم، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد فقيدتهم بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته.
٭ كما أتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى الأخ الفاضل والزميل العميد الركن/ محمد عبدالمحسن الجسار لوفاة فقيدهم، سائلين المولى أن يتغمد فقيدهم بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.
٭ وأتقدم بأحر التعازي والمواساة أيضا إلى الأخ الفاضل والزميل العقيد الركن/ حسين عبدالمحسن العتيبي لوفاة فقيدهم، سائلين المولى أن يتغمد فقيدهم بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.