يعتقد البعض أن حرية التعبير والرأي هي التفلت من القيود والضوابط والأخلاقيات، وهذا فهم خاطئ، والقاعدة تقول «أنت حر ما لم تضر»، وهي مقيدة بأخلاقيات أدب الحوار، وتجنب الطعن في الآخرين، فاللسان سبع إذا أفلت أتلف، وسيف قاطع لا يؤمن حدّه، وسهم نافذ لا يمكن رده.
فحرية التعبير ليست مطلقة كما يظنها البعض، ولكنها مقيدة بضوابط حتى لا تتحول إلى فوضى، فهي تساعد في بناء المجتمعات إن أحسن استخدامها، وتحافظ على النظام العام للدولة، وتحمي أمننا الوطني من الداخل والخارج، «وحرية بلا ضوابط تتحول إلى فوضى».
والناظر اليوم في «البيئة الإستراتيجية» من مخاطر وتحديات، نحتاج إلى حرية التعبير البناءة، وإبداء الرأي من غير تعصب فكري أو انحياز حزبي، «فالأحزاب المتلونة» تكون ثمارها مرّة غاية المرارة كالعلقم في الفم، تفسد ولا تصلح وتضل ولا تهدي، «كالميازيب تجمع الماء كدرا وتفرقه هدرا»، شأنها زعزعة الأمن وإشاعة الفوضى، والخاسر الأكبر هو الوطن والمواطن.
«فالكلمة خنجر لا يرى» وعالمنا اليوم عبارة عن قرية صغيرة في عولمة كبيرة، كل شيء فيها مشاهد ومعروف، وكل خبر فيها مقروء ومألوف، وإن التنوع والتطور التكنولوجي من وسائل الاتصال تجعل السيطرة على الكلمة صعبة جدا، وتركها كما هي قد تعود على الأمن الوطني بسلبيات كثيرة، فلابد من ضبط حريات التعبير وتقييدها إذا انحرفت عن مسارها، كي نحافظ على أمننا الوطني، والقاعدة تقول «إن زادت الحرية نقص الأمن» فتجرفه إلى شفا جرف هار.
إذن: لتكن حرية التعبير مبنية على نقل رسائل إيجابية، تنطلق من ثوابت راسخة، وتطلعات مشرقة، فبها تتحقق المصالح والأهداف الوطنية، وتساهم في تعزيز الانتماء والتنمية، وتكون أداة رشد في خدمة الوطن.
نختم (زاويتنا) بقول الكاتب الفرنسي فكتور هوغر «الحرية هي الحياة، ولكن لا حرية بلا فضيلة».. ودمتم ودام الوطن.
قال أبو العتاهية:
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثر
٭ تهنئة: يشرفني بالأصالة عن نفسي، ونيابة عن (أسرة الحمدان)، أن أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات، إلى مقام صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، وإلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، وإلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، وإلى شعب الكويت العظيم، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، سائلين الله عز وجل أن يجعل هلاله هلال خير ورشد وأمن وإيمان.