ما نشهده على الــساحة المحلية من ظواهر اجتــــماعية سلبية وما تتنـــاقله وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة من مختلف الانحرافات قد يؤثر تأثيرا مباشرا على أمننا الوطني، خاصة في حالة عدم الالتفات إليها ومعالجتها بالسرعة الممكنة.
إن استقرار الأوطان والحفاظ على أبعادها الوطنية لابد لهما من «ضبط اجتماعي»، والذي يعتبر من أهم الأسس لحفظ الحقوق المجتمعية «الخاصة والعامة»، والأسرة هي النواة الأولى في تنشئة أبنائها وإعدادهم إعدادا سليما، كي يتحلوا بالضوابط «الداخلية والخارجية» وهي القيم الأخلاقية والامتثال «لقوانين الدولة» التي تعتبر السياج الآمن للمجتمع، نظرا لقوتها الإلزامية ونصوصها الواضحة التي توقع الجزاء على من يخالف.
فظهور الطباع السيئة يؤدي إلى إيجاد القوانين الجيدة، والقانون يحمي مصالح المجتمع ويدعم السلام له، فلا ينعم مجتمع بالأمن والاستقرار ما لم يكن الأمن أساسه، وقوة المجتمع بمهابته واحترامه للقانون.
يقول الفيلسوف والسياسي الفرنسي مونتيسكيو: «القانون يجب أن يكون مثل الموت، لا يستثني أحدا»، وبتحقيقه يمنع الأبناء من الانحراف والمجتمع من الانجراف.
إذن دور الأسرة مهم جدا في تنشئة الفرد، ووسائل الإعلام لها الدور الأكبر في توجيه النشء للقيم الأخلاقية والنظم الاجتماعية، وذلك بتكريس عملية الضبط «الداخلي والخارجي» لدى الأبناء، والإعلام هو الدعامة الأساسية لكسب الفرد الثقافة المجتمعية وذلك لتحقيق الأمن والاستقرار المجتمعي، ولهذا قال أبو العلاء المعري:
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى بحجى ولكن
يعلمه التدين أقربوه
نختم (زاويتنا) بمقولة الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت: «شيئان يملآن قلبي بالإجلال والإعجاب المتجددين المتعاظمين على الدوام كلما أمعن التأمل فيهما: السماء المرصعة بالنجوم من فوقي، والقانون الأخلاقي في داخلي».. ودمتم ودام الوطن.
قال أبو العتاهية:
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثر
٭ واجب عزاء: أتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى زميلنا الفريق الركن م. عبدالرحمن عيد الهدهود وأسرة العسعوسي الكرام، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد فقيدتهم بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته.