السبت الماضي كانت هناك دعوة إعلامية في ديوان الشيخ عبدالعزيز سعود الصباح عن إطلاق الإصدار الثاني من كتاب «عندما كنت أسيرا» لمؤلفه العقيد الركن المتقاعد ناصر سلطان سالمين وبرعاية وحضور الشيخة بيبي يوسف سعود الصباح.
الزميل ناصر سالمين «أبوبدر» شهادتنا فيه مجروحة ومهما تكلمنا فلن نوفيه حقه، فقد لازمته في أول ساعات الغزو في معسكر المغاوير معسكر «التضحية.. الفداء.. المجد» فكان نعم القيادي والمقاتل الشرس وكان يتمتع بفطنة خارقة ولياقة بدنية عالية وكان رافعا لمعنويات زملائه أثناء الالتماس مع العدو، وكأنه يردد قول الشاعر عبدالرحيم محمود:
لعمرك هذا ممات الرجال
ومن رام موتا شريفا فذا
وفي معتقل الأسرى كان طيب المنبت وعظيم التواضع وقريب من زملائه، فمكنته مؤهلاته الشخصية وكاريزمته القيادية من الاستمرارية والارتقاء.
فهذا الكتاب يعتبر مرجعا تاريخيا للأجيال القادمة، وللمنهج المدرسي دور كبير له كي يساعد الطلبة في تعرف هويتهم وتعزيز الولاء والانتماء وتنمية المشاعر وهذه هي التربية الوطنية، وتعريف الطالب بتاريخ وطنه من أحد أهداف التربية الوطنية.
فمن الدروس المستفادة أثناء الأسر كان معنا رجال يمتلكون مختلف العلوم كالمكتبة المتنقلة، لهم في كل بستان زهرة بل عقولهم مفهرسة بمختلف الثقافات، فكنا نسمع ونستمتع بحديثهم، فكانت ثمرة تلك العلوم قوة إيمانية وعقلانية ورفع الروح المعنوية، وواحد من هؤلاء زميلنا العقيد الركن ناصر سلطان سالمين، بارك الله فيه وفي علمه، كان نبعا لا ينضب، نهرا ينساب بالعطاء.
ونختم «زاويتنا» عن قصة الطيار الحربي «جورج هول» الذي وقع أسير حرب في فيتنام ووضع في صندوق مظلم لمدة 7 أعوام، وفي كل يوم كان الطيار يتخيل نفسه يلعب الجولف ليمضي الوقت وكي لا يفقد عقله في هذا السجن المظلم، وبعد إنقاذه من الأسر بأسبوع واحد شارك «جورج هول» في مسابقة عالمية للغولف وفاز بمرتبة متقدمة جدا.. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]