أدى الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، إلى إحداث تأثيرات بكل جوانب الحياة ومن بينها الأمن الوطني، حيث تتنوع التأثيرات في الجوانب الاجتماعية والثقافية والقيمية والجرائم الجنائية، وصولا إلى ترويج أفكار مناهضة هدامة تدمر مكونات الأمن المجتمعي بزرع الشقاق وانفلات الخطاب.
لقد ساهم الانتشار الواسع لهذه المواقع في إحداث نقلة نوعية مهمة وثورة بعالم المعلومات وأصبحت الأكثر فاعلية للتأثير على الرأي العام من نقل الشائعات بمختلف أنواعها وزعزعة الأمن واستقراره.
لذا لابد من ضرورة توجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح من قبل مؤسساتنا الإعلامية المختلفة لبناء الوعي وتعزيز قيم التماسك المجتمعي وذلك للحفاظ على الهوية الوطنية والتصدي للأيديولوجيات المتطرفة.
إذن، لا تكن أيها المستخدم لبرامج التواصل الاجتماعي المتعددة «كحاطب ليل»، فهو مثل يطلق عند العرب للرجل الذي يخرج من الليل فيحتطب فتقع يده على أفعى فتقتله، لأنه لا يبصر ما يجمع في حبله من رديء وجيد.
وما أكثر «حاطبي الليل» اليوم من تلقي الأخبار وإرسالها عبر المواقع دون تدبر والتي لا يعرف صحيحها من سقيمها، وقال سليمان بن موسى: «الذي يأخذ كل ما سمع ذاك حاطب ليل». (تاريخ دمشق لابن عساكر).
ونختم زاويتنا بباب الحث على التثبت مما يقوله ويحكيه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» رواه مسلم.. ودمتم ودام الوطن.
٭ واجب عزاء: نتقدم بواجب العزاء والمواساة إلى الإعلامي القدير وأسد المنابر الزميل يوسف مصطفى لوفاة ابنته، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته.
[email protected]