الشهادة في سبيل الله لها مكانة عالية، وغاية نبيلة سامية، يصطفي الله من يشاء لها من عباده، والشهيد يصنع مجد الأمم ويحلق بالأوطان إلى أعلى القمم.
فالشهداء رمز الوطنية وعنوان المجد والتضحية، فبدمائهم تبنى الأوطان، وبطولاتهم لا يحصرها قلم ولا يصفها لسان.
بالأمس القريب شيعت الكويت كوكبة من شهدائها الأبطال، الذين قضوا دفاعا عن وطنهم، فكانوا الأسطورة الخالدة بعزم وإقدام، وتحد وإلهام، في مواجهة قوى البغي والإجرام.
فاندفاعهم كان كالصاعقة في تأدية الواجب، ولم يقبلوا الهزيمة مهما كانت إمكانيات الباطل، «فمن يقدم نفسه فداء يخيف الأعداء»، وأحسن الشاعر عبدالرحيم محمود عندما قال:
لعمرك هذا ممات الرجال *** ومن رام موتا شريفا فذا
والشهيد بطل يقف على قمة جبل التضحيات، لامعا متألقا مزهوا بمجده، وهو نموذج ومثل لا يرقى إليه أحد، وبطل يتردد صدى صوته يوما بعد يوم في سجلات الشرف والتضحية والمجد.
فطوبى لأبناء هذا الوطن الأبرار، الذين التحقوا بركب الشهداء الأخيار، حيث جاء عن المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم: «من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد» رواه أبو داود.
ونختم «زاويتنا» بحكمة مؤثرة لعمر المختار الملقب بشيخ المجاهدين «كن عزيزا وإياك أن تنحني، فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرة أخرى».. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]