(1)
ويسألونك عن الأخبار قل سأتلو عليكم أنواعها في عصر «الزر وكل شيء تمام» «فإني ألفيتها كالتالي: أخبار منهجية!، أخبار موجهة!، أخبار تافهة»!
(2)
أما بعد: فالأخبار التافهة - تربت يداك - يراد منها، وفيها، وعليها: تسطيح العقل!، على نحو إغراق المجتمع بالتوافه، وبالتالي يمرهم المستقبل بالنخب وهم كأعجاز نخل خاوية، بينما الأمم حولنا تحمل أطفالها وشبابها وتهرول بهم نحو المعرفة، وتجاهد من أجل حمايتهم من «التوافه» ما ظهر منها وما بطن، إذ إنها (التافهة) تتشارك - بكل خبث - مع «الموجهة» في كونها عاملا أساسيا في قياس الرأي العام، وشغله في أحايين أخرى!
(3)
من المخجل - يا أولي الألباب والحياء - أن تكون أخبار الطلاق، والزواج، والمشكلات الأسرية، واللباس، لدى المشاهير أمورا تناقش، وتذاع، وتتداول، وتلوث الذوق العام ويشغل بها العامة!، في حال فساد تجترحه حتى وسائل إعلام «رسمية» - للأسف - يجدر بها أن تصب الوعي صبا، وتسكب الثقافة حبا، وتزرع المعرفة قضبا، وتكون من الناصحين!
(4)
وكمطعمة الأيتام من كد فرجها، تتذرع وسائل الإعلام (جليلها وبديلها) - زورا - بأن هذا هو «السوق»، لذا وفي هذه المرحلة من التاريخ البشري «تسقط» الكرة في ملعب المتلقي العادي، ورجل الشارع، الذي يجب أن يرفض بقوة، ويقول (لا) بشجاعة، متخذا موقفه من «وعي»، ويدعو لرفضها..ولا يفتح الرابط!
(5)
الشيء إذا كثر ذكره استساغته النفوس!
الأجيال القادمة أجيال «تقنية» مكتملة الوعي..أو فرص الوعي، وأي محاولة لإغراقها بالأساليب القديمة، والقوالب البالية، من أخبار العارية، والجارية، ووجوه الدعاية والإعلان، أمر بالغ الخطورة، ويجعل المستقبل أشد ظلاما ودموية ويأسا!