منصور الهاجري
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وجه دعوة خاصة وشخصية لرئيس الجمهورية الايرانية محمود احمدي نجاد لأداء مناسك الحج هذا العام، وتاريخيا تعتبر هذه الدعوة اول دعوة يوجهها احد ملوك السعودية لرئيس ايراني منذ الاطاحة بشاه ايران محمد رضا بهلوي، والدعوة ظاهرها لأداء فريضة الحج، ولكن ما مغزى هذه الدعوة؟ وما السر فيها وخصوصا في هذه الايام الفضيلة؟
فهل بعد اداء فريضة الحج هناك تفاوض وتشاور على شيء مما يدور على الساحتين الخليجية والعربية؟! واذا رجعنا لبداية الثمانينيات من القرن الماضي لوجدنا انه كان هناك توتر واضح وبارز في العلاقة بين السعودية وايران.
واذا عدنا بالذاكرة قليلا وبالتحديد قبل شهر من الدعوة الجديدة لاتضح لنا ان جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التقى الرئيس الايراني اثناء انعقاد مؤتمر القمة الخليجي الذي اقيم في دولة قطر ولم يفصح وقتها عن تلك الدعوة، ما يمكن تفسيره بوجود امور سياسية بين الدولتين السعودية والايرانية.
وكان لحضور محمود احمدي نجاد ذلك المؤتمر بدعوة من امير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وايضا لم يفصح مسبقا عن تلك الدعوة الا في حينها ولم يوضح نجاد او اي تفسير عن المفاعل النووي الايراني ولم يقدم شرحا وافيا للملوك واصحاب السمو الامراء اي شيء عن ذلك المفاعل الايراني.
ان الدعوة الكريمة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين تنم عن حسن نية وصدق مشاعر من جلالته تجاه ايران الاسلامية.
الا ان البعض يرى أن التهديدات الايرانية لدول الخليج العربي مزعجة وتخفي تحتها نيات سيئة، وهناك من يقول أن لإيران اطماعا بالخليج العربي.
ولذلك ما على الرئيس محمود احمدي نجاد في زيارته لأداء فريضة الحج الا ان يوضح ويبدي استعداد ايران للتعاون والتفاهم مع دول مجلس التعاون وان يبتعد عن لغة التهديد والوعيد بإغلاق مضيق هرمز ومنع تصدير النفط من دول المنطقة الى الخارج.
ان الشعوب العربية لدول الخليج العربي ترغب في سلام دائم وتعايش اخوي عربي اسلامي مع ايران وشعبها الذي يعيش في هذه الدول العربية ولم يضايقه او يمنعه احد من العمل في هذه الدول.
على ايران بسط السلام وعدم التناحر مع اميركا لكي تسيطر على شعوب المنطقة العربية المطلة على الخليج العربي.
ان هذه الدول العربية لها دور سياسي واقتصادي كبير بين دول العالم بأكمله.
وعلى نجاد العمل المتواصل ونبذ الخلاف مع شعوب وحكام هذه الدول وان يقضي على الاعتقاد برغبة ايران في ايذاء هذه الشعوب المحبة للسلام وكفانا حروبا ومشاحنات.
ان التسوية السلمية فيها مصالح كبيرة لدول المنطقة وشعوبها بما فيها ايران.
كذلك على ايران ان تنسحب من جنوب العراق وخاصة ان الحجة والذريعة التي تتذرع بها ايران من وجود الجيش البريطاني تلاشت بعد انسحاب الجيش البريطاني وتسلم الحكومة العراقية مهام الامن في جنوب العراق.
شكرا جزيلا من القلب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على دعوته الرئيس محمود احمدي نجاد، وان دل هذا على شيء فإنما يدل على حبه للسلام في المنطقة وكذلك الخلق العربي والاسلامي لجلالته، وفقه الله في خدمة الامة الاسلامية والعربية.
وما شاهدناه في ايام الحج الاعظم من خدمات كبيرة وجليلة قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام انما تدل على النيات الطيبة عند السعوديين وفقهم الله لما فيه خير البلاد والعباد.