الشعب الكويتي شعب متسامح مع الشعوب الأخرى ومتسامح مع أتباع الأديان الأخرى، لذلك دخل الكويت من دخلها منذ مئات السنين، خاصة من المستشرقين مرورا أو مكوثا لفترات قصيرة، وفي العام 1911 تم افتتاح المستشفى الأميركاني او الأميركي واستقر عدد قليل من المسيحيين في الكويت منهم د.كاليفري وزوجته وممرض وخادم هندي، وذلك ايام المغفور له بإذن الله تعالى المرحوم الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت وتواجد أيضا بعض الهنود المسيحيين وقبل بوجودهم أهل الكويت أن يعيشوا بينهم وكانوا مسالمين آمنين على هذه الأرض الطيبة، كان المسيحيون المقيمون في الكويت يؤدون صلواتهم في المستشفى الأميركاني في البداية، ومع تزايد أعدادهم صاروا بحاجة الى مكان مخصص لتعبدهم وأداء صلواتهم.
وفي عام 1919 حضر الى الكويت سعيد شماس رجل مسيحي من أصل تركي غير متزوج وقد حضر ليشرف على مكتبة بيت المقدس لبيع الكتب والمجلات.
وفي عام 1921 تولى المرحوم بإذن الله تعالى الشيخ احمد الجابر الصباح مقاليد الحكم بعد وفاة عمه المرحوم الشيخ سالم المبارك الصباح، فذهب سعيد شماس المشرف على مكتبة بيت المقدس للسلام وتقديم التهنئة للشيخ احمد الجابر لتسلمه مقاليد الحكم في الكويت وطلب منه مكانا ليكون كنيسة للمسيحيين خاصة ان عددهم قد زاد.
فقال لأحد المسؤولين أعطه بيت الربان الواقع بفريج سعود مقابل البحر، وذلك البيت صاحبه قصة طويلة سأذكرها فيما بعد.
وتسلم سعيد شماس البيت والذي كان مؤلفا من ثلاثة أحواش، بيت للحرم، وبيت للديوانية، وبيت للمطبخ والحمامات ولتربية الأغنام والدجاج والحمام.
سكن سعيد شماس في بيت الحرم وخصص الديوانية كأول كنيسة في الكويت للمسيحيين.
وعرف ببيت الربان، واستمرت الكنيسة كل يوم احد يجتمع فيها المسيحيون رجالا ونساء ويعزفون البيانو للترانيم المسيحية وإقامة شعائرهم.
وفي عام 1932 سمح للمسيحيين ببناء اول كنيسة خلف المستشفى الأميركاني ولاتزال قائمة تؤدى فيها الشعائر المسيحية وثاني كنيسة بنيت في مدينة الأحمدي، وثالث كنيسة في منطقة «الوطية» ولاتزال قائمة وانتشرت الكنائس في الكويت سبع منها بتصريح من الجهات الحكومية المختصة واول كويتي يصبح قسا للكنيسة الوطنية هو القس عمانويل بنيامين غريب ولاتزال الكنيسة القديمة خلف المستشفى الأميركاني.
هذا نوع من التسامح الكويتي مع الأديان الأخرى، اما الحديث عن هدم وإيقاف العمل في الكنائس فإنه لا يؤدي الى التآلف والتآخي بين المجتمعات والأديان ازداد عدد الكنائس بزيادة عدد المسيحيين في الكويت وانتشارهم في جميع المناطق الكويتية وفي السالمية وسلوى كنائس يؤدي فيها المسيحيون شعائرهم وفي بيوت مؤجرة من المالك بين البيوت السكنية.
وآخر كنيسة تم بناؤها هي كنيسة للأقباط المصريين في حولي.
إذا تم منع بناء الكنائس في الكويت فسيتم منع بناء المساجد في الدول الأجنبية ونحن نريد للمسلمين في هذه الدول ان يؤدوا صلواتهم ويمارسوا شعائرهم بحرية ايضا وهو ما قد يؤثر عليهم اذ قد تلجأ هذه الدول لمبدأ المعاملة بالمثل، ولذلك علينا التسامح مع الآخرين ومثلما كان الأولون قد سمحوا للمسيحيين ببناء كنائسهم فعلينا التسامح معهم وكي تتسامح الدول الغربية المسيحية معنا نحن المسلمين في بناء المساجد للجاليات الإسلامية في الدول المسيحية.
الناس للناس من بدو وحاضرة
بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم