جلس في أحد المقاهي الموجودة في عاصمة احدى دول مجلس التعاون وكان يومذاك بحالة غير طبيعية، وبعد فترة من تواجده في ذلك المقهى حضر عنده مواطنون كويتيون ومعهم رجل من رعايا تلك الدولة وبعد السلام بدأ الحديث عن الصحافة وعن بعض الكتاب، وأخونا كان يكتب ولايزال في احدى الصحف اليومية وصب جام غضبه على كاتب ومؤرخ وبدأ يكيل له السب والشتم وغير راض عن المقابلة التي أجريت مع ذلك الكاتب أو الصحافي. الكويتيان اضطرا للدفاع عن الصحافي وعما قاله في تلك الفضائية وكانت سهرة حلوة لمدة ساعة ونصف.
ذلك الكاتب لم يسكت عن النقد اللاذع الذي وجهه لزميله الذي يكتب معه بالجريدة نفسها وراح يقول للجالسين معه ان فلانا الصحافي كان مدرسا وفاشلا.. ايضا قال احد الجالسين ان الرجل الذي تتكلم عنه صديق والدي منذ سنوات ولم أسمع عنه من الوالد إلا كل خير ووالدي يكن له كل احترام وتقدير وهو من رواد ديوان الوالد مساء الاثنين من كل أسبوع. إلا ان ذلك الكاتب لم يسكت عن القذف والسب فرد عليه الرجل الذي كان مصاحبا للمواطنين وقال له: لماذا لا تواجهه وتسمعه ما لم يعجبك فيه؟ فسكت وأخذ نفسا عميقا ولم يرد على السائل.
خرج الثلاثة من ذلك المقهى وتركوا الصحافي الكويتي جالسا في مكانه يتكلم ويقول ان الحق على ذلك المذيع الذي قابله في تلك الفضائية فهذا لا يستحق ان يجرى معه لقاء. كان المشاهدون يستمعون ويشاهدون ويتذكرون الكاتب المطعون به. وصل المواطنان الى الكويت وتم إبلاغ الصحافي والكاتب الذي تم الطعن والسب عليه من قبل ذلك الجالس في المقهى مع ان الصحافي المطعون به لا يعرفه وليس له صلة أو حديث معه أو أي قرابة. الاثنان يعملان ويكتبان في جريدة واحدة ولكن الصحافي الكاتب يتحلى بأخلاق كريمة أكثر من ذلك الجالس بالمقهى، شتان بين الشمس والقمر.
وصل الخبر، فما كان من الكاتب المطعون به في اليوم الثاني الا ان اتصل على ذلك المدعي بأنه صحافي وانه يكتب عن أخطاء يريد إصلاحها وهو في الوقت نفسه يطعن ويسب ويقذف زملاءه، فما كان من الصحافي الكاتب إلا انه رفع سماعة التلفون واتصل بالطاعن به ـ وأول كلمة ـ آلو وعرف صوته أغلق سماعة التلفون بوجهه.
السؤال هل ذلك المدعي بانه صحافي ويصنف نفسه بأنه من الكتاب يستحق ان يكتب مع العلم ان الصحافي الكاتب الذي طعن به وبأخلاقه وحسن تصرفه كتب لرئيس تحرير الجريدة ليعلمه بما حصل من زميله في المقهى في احدى عواصم دول مجلس التعاون للعلم بالشيء فقط وكان المفروض من ذلك الصحافي ان يلتزم بالأخلاق الحميدة ولا يشهر بزميله أمام الناس حتى لو كان على خلاف معه ولكنه لا يعرفه ولم يلتق به.
هل هذه الصحافة الحرة التي نتشدق بحريتها؟ يخرج منها صحافي سيئ يطعن ويسب ويقذف زملاءه وينعتهم بأشياء ليست فيهم لمجرد انه شاهد المقابلة في احدى الفضائيات وهو يتكلم عن تاريخ الكويت وعن التراث الكويتي؟ هل هذه أخلاق من يكتب ويرشد ويدعي حل بعض القضايا؟ الصحافيون ذوو الأخلاق الطيبة يترفعون عن هذا السب، وآلاف الصحافيين من أبناء الكويت عندما سمعوا بالموضوع كانوا مستاءين من تصرف ذلك الصحافي الذي كان بحالة غير طبيعية جالسا في المقهى وأمام الآخرين يسب زميله ويقذفه بكلام غير صحيح.