الحقيقة شيء عظيم مثل الموج الكبير، لا يستطيع أن يعترف بالحقيقة إلا من يستطيع أن يواجه الخصم.
الإنسان العظيم هو صاحب الحق والمقتدر على مواجهة الآخرين بما لديه من حقائق، خاصة ان الحقيقة ليس كل إنسان يستطيع أن يواجهها، إلا من كان أهلا للحق والقول الطيب.
وقد أثلج صدري التصريح الأخير لوكيل وزارة الإعلام الشيخ سلمان الحمود يوم الأحد الماضي عندما قال انه متنازل عن جميع المخصصات التي تعطى للوكلاء وهو في استغناء عن تلك المخصصات وهذه هي المرة الأولى التي يسجلها التاريخ لمثل هذا الرجل الوقور ولم يسبقه عليها أحد، مخصصات مالية كثيرون يسعون للحصول عليها وواحد بقناعة ذاتية يتنازل عنها للوزارة.. يحفظها التاريخ لك يا أبا صباح.
والحقيقة انك الرجل المناسب للمكان المناسب، لم يخطئ من أتى بك الى وزارة الإعلام وكيلا ويشهد الله انك مخلص في عملك بكل ما أوتيت من علم ومن مال وشخصية لست بالشخصية التقليدية وانما أنت القاعدة الحقيقية للعمل الجاد للرجل المخلص المتفاني، شكرا لشخصك الكريم ولعملك الدؤوب للنهوض بالإعلام الكويتي الى مصاف الإعلام العالمي والعربي، لقد وضعت النقاط على الحروف وجسدت العمل الإعلامي الشريف بشخصك الكريم، ولن نوفيك حقك مهما قلنا وتكلمنا وكتبنا.
إن تنازلك عن العلاوات والمستحقات والمخصصات التي تمنح للوكلاء ما هو إلا دليل على شأنك وعملك واخلاصك.
لقد لمسنا في الآونة الأخيرة ما قمت به من تدوير بين جميع القطاعات في وزارة الإعلام ولم تسمح للمحسوبية بأن تتدخل في عملك ـ ولقد وضعت المرهم على الجرح لكي يشفى.
سعادة الوكيل، ما أكتبه ليس تملقا أو تزلفا لكي أحصل على منصب أو احتل مكانا آخر بوزارة الإعلام، ولكن هذه الحقيقة، وأتمنى من الله ان يوفقك ويزيدك صحة وعافية.
ويا ليت الخطوة التي اتخذتها تكون نبراسا وسراجا للآخرين الذين يركضون ويهرولون وراء المال.. وكما يقولون ان «الفلوس وسخ دنيا وان الأعمال الصالحة هي الباقية»، سجل يا تاريخ الكويت هذه الخطوة المجيدة لأبي صباح وكيل الإعلام، وعسى الله ان يجعل عملك الطيب في ميزان حسناتك ويساعدك ويقدرك على العمل في وزارة الإعلام.. ولا أنسى سعادة وزير الإعلام الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح الشاب الطموح والذي بدأ بالإصلاح ومعك يا أبا صباح سعادة الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح.
نبني كما كانت أوائلنا تبني
ونفعل مثلما فعلوا
ويقول شاعر آخر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
إن ذكرك باق والتاريخ يسجل لكما أيها الشيخان ما تقومان به من إصلاح.
فمزيدا من الإصلاح والتقدم والنهوض بالإعلام الحر.