بعد سابقة تقديم وزير الداخلية هدايا لضيوفه نزلاء المؤسسة الإصلاحية، يا حبذا لو بادر أهل الخير وقدموا ما يمكن من الإفراج عن الغارمين من النساء اللاتي لديهن أطفال.
هي سابقة حميدة بكل المقاييس أن يقدم نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح لنزلاء المؤسسة الإصلاحية هدية عبارة عن سلة تحوي مختلف أنواع السلع الرمضانية، نعم يمكن اعتبارها بمنزلة هدية جميلة من إنسان يجلس على قمة هرم الوزارة إلى إنسان محكوم عليه بعقوبة.
صحيح قدم الكثيرون عطايا ومنحا إلى نزلاء المؤسسات الإصلاحية، ولكن في الكويت بلد الخير والعطاء والإنسانية وفي شهر رمضان المبارك يتذكر وزير الداخلية نزلاء المؤسسة الإصلاحية، فيقدم على نفقته الشخصية هدية الى نزلاء المؤسسة الإصلاحية أعتقد أنها سابقة.
فتقديم الهدايا عادة يتم لمن تربطنا بهم علاقة ما، علاقة عمل أو صداقة أو قرابة، ونقدم الهدايا غالبا لمن نحبهم ونقدرهم بهدف دعم العلاقات الإنسانية، وأعتقد ان الهدف ذاته تكرر عندما فكر الوزير في تقديم هذه السلة للنزلاء، فقد ارتقى بمنزلتهم الإنسانية، متخطيا بإنسانية حقيقية كل الحواجز القانونية والعقابية، ساعيا لخلق علاقة إيجابية متبادلة تسهم مباشرة في تقويم السلوكيات ممن أثر السجن عليهم سلبا.
لقد استطاع الشيخ خالد الجراح بهذه اللفتة ان يدخل نوعا نادرا من الفرح والثقة في نفوسهم والتأكيد على انهم جزء أساسي من المجتمع حتى وإن كانوا مازالوا داخل السجن.
الآن قد لا يكون طلبا مبالغا فيه لو أهل الخير بادروا بتقديم تبرعات ومساهمات مالية للعفو عن المساجين بسبب شيكات بدون رصيد للحالات التي تعتبر أول مرة تدخل السجن، ويا حبذا لو تبدأ بالنساء اللاتي لديهن أطفال في حاجة شديدة لهن وحتى لا تتفاقم المشكلات الاجتماعية الناتجة عن عدم تواجد الأم مع الصغار.
هذه الخطوة من شأنها حماية المجتمع، والحد من تضاعف الجرائم اكتفاء بالمدة التي قضتها الأم في السجن.
هذه المبادرة لو تبنتها إحدى مؤسسات المجتمع المدني ستؤدي إلى تخفيف الاحتقان الناتج عن مطالبة الحكومة بإسقاط القروض واستمرار الحملة مدعومة بفيديوهات حية مباشرة لنساء يستجدين بدموعهن مطالبات بإسقاط القروض، خصوصا ان الحكومة تمثل لها الاستجابة لهذا الطلب نوعا من الحرج الاجتماعي لأنها معنية دستوريا بتطبيق سياسة المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص بين الجميع.
تنظيم مبادرة من أهل الخير ستكون للحالات الإنسانية الصعبة، ولن تعمم حتى لا تتوالد كل خمس سنوات مشكلة تراكم القروض والمطالبة بإسقاطها في سلسلة لن تنتهي، ولها تأثيرات سلبية على نمط السلوك البشري.