«السفيرة عزيزة» أصبح تشبيها يطلق على أي سيدة مبدعة في مجالها أو تقوم بعمل رائع، وصار ذلك شائعا بين عدد كبير من السيدات في مجتمعنا العربي.
ورغم معرفة هذه المقولة وانتشارها غير أنني أتوقع أن الكثيرين لا يعرفون من هي «السفيرة عزيزة»، وما هي أعمالها أو إنجازاتها حتى يتم تداول اسمها بهذا الشكل؟
والسفيرة عزيزة هي: عزيزة حسين دحروج المشهورة بعزيزة حسين، وهي من مواليد العام 1919 في قرية «ميت يعيش» بجمهورية مصر العربية الشقيقة، وتعتبر أول سيدة تمثل بلادها في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1945، كما لها الكثير من الأنشطة والفعاليات والمبادرات الاجتماعية والخيرية، كما أن بصماتها واضحة قضايا دعم المرأة وترسيخ مكانتها على مستوى مصر.
ومن إنجازاتها أيضا مشاركتها في صياغة العديد من الاتفاقيات الدولية لمنع التمييز ضد المرأة عام 1962، كما ترأست جلسات المجلس الدولي للرعاية الاجتماعية في بداية عام 1970، وكذلك اجتماعات «اليونيسكو» في باريس عام 1978، وترأست أيضا الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة من العام 1977 حتى العام 1983.
وخلال مسيرتها الحافلة بالإنجازات والنجاح، حصلت السفيرة عزيزة على كثير من التكريمات، والتقت العديد من الشخصيات السياسية البارزة في تلك الفترة ومن بينها أنديرا غاندي.
وكان الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر ينصح بناته بأن يكن مثل عزيزة حسين وأن تكون قدوتهن في النجاح والمثابرة.
وعزيزة حسين لم تنجب أطفالا، كما لم يكن لها أي تخليد في قريتها التي ولدت فيها وعملت جاهدة على تقديم الكثير من أعمال الخير والنهوض بها.
نعم، فقد كانت السفير عزيزة مثالا للمرأة العربية الناجحة، وصاحبة الإرادة الصلبة والمبادرات الإيجابية في تلك الفترة، وقدمت الكثير في المحافل العربية والدولية.
آخر الكلام...
هناك الكثيرات من النساء يشبهن «السفيرة عزيزة» في مجتمعاتنا العربية، ولكنهن بحاجة إلى الدعم وإبراز قدراتهن على العطاء ومنحن الفرص المناسبة، وفي الكويت لدينا مبدعات كثيرات وأخريات قادرات على التميز بشكل قوي، لولا أن أمورا ثانوية شغلتهن عن عملهن الأساسي كمتابعة «السوشيال ميديا» والاهتمام بالمظاهر وعمليات التجميل والوجبات الجاهزة والزيارات وجمعات العائلة الصديقات وإضاعة أوقاتهن من غير تخطيط ولا طموح، مع أنه يمكن أن يتركن بصمات رائعة في مجالاتهن.
[email protected]