أغلب أوقات قتل الفراغ واثناء السفر نقضيها في التسوق، وطبعا للنساء النصيب الاكبر في متعة التسوق والقضاء على ميزانية «ابو العيال»، ففي السفر ان كانت وجهة الشخص للسياحة فغالبا ما تكون في الاسواق التجارية والمطاعم، فكل دولة لها طبيعتها ومتعتها الخاصة، ولكن في العاصمة البريطانية لندن هناك العديد من الاماكن التي يستطيع الانسان قتل وقت فراغه او الاستمتاع بطبيعة وجمال وروعة الطقس.
انا شخصيا احب مكانا وأعتقد أن الكل يعشقه لمن يتردد على هذه المدينة وهي حديقة «الهايدبارك» وتحديدا قرب البحيرة، فهو افضل مكان لقتل وقت الفراغ والاستمتاع بالمنظر الجميل في هذا المتنزه، واحرص على زيارته في كل زيارة لي لهذه المدينة، لدرجة اني اصبحت اشتاق الى الاوز والبط وطيور النورس في البحيرة.
يوميا اتجه الى البحيرة وآخذ معي بقايا الطعام وهي وجبة لطيور البحيرة، لدرجة انني بدأت اميز الطعام الذي تفضله تلك الطيور، وغالبا ما اذهب الى السوبرماركت لاشتري الطعام لها.
الممتع في الامر انني اكتشفت ان طيور النورس تفضل رقائق البطاطس والبط يفضل الخبز، اما الاوز فليس لديه مشكلة في اي شيء، فهو يأكل اي شيء يقدم له، على الرغم من انه وضعت لوحة امام البحيرة تفيد بعدم اطعام طيور البحيرة، لكننا كعرب نتجاهل بعض القوانين.
ما اريد قوله هو ان الاوز اذا أحس بأن هناك طعاما بيدك فإنه يتجه اليك وينتظر منك اطعامه وبكل هدوء، لدرجة انك تحس انه يستأذنك لكي تطعمه، والمضحك في الامر انه من كثرة السواح بمختلف الجنسيات والغالبية منهم يحملون كاميرات التصوير، بدأت اوز البحيرة تتجه الى الشخص الذي يحمل الكاميرا وكأنها تقول له «صورني»، وطيور النورس تعمل صفا في الهواء الطلق لكي تنتظر دورها في اخذ طعامها.
فعلا شيء رائع وممتع، فالنظام مطبق في هذه المدينة لدرجة ان طيور البحيرة التزمت به.
وهذا يجرني الى موضوع آخر ويذكرني بـ «عتوي الفريج»، حيث تجده «متربعا» على حاوية القمامة ولا يسمح لأي قط ضعيف الاقتراب منه ومشاركته وجبته الغذائية، والادهى من ذلك انك اذا اقتربت منه لابعاده او لإخافته فإنه ينظر اليك بنظرة وكأن لسان حاله يقول «وليه.. شيبي هذا»!
وآخر الكلام.. يا اخوان.. النظام شيء رائع وجميل وحضاري واساس التقدم في اي دولة.
فلننظر الى طيور الهايدبارك ونظامها ولنبتعد عن «عتوي الفريج».
[email protected]