أنا من جيل تربى على حب الوطن والولاء لرموزه والغيرة على اسم الكويت أينما وجد، وعلى تحية العلم صباح كل يوم ورفع التحية لأمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين، «فتحنا عيوننا» على صور جاسم يعقوب وفيصل الدخيل والطرابلسي والحوطي والعنبري وسمير سعيد في منازلنا، بل ولدي أصدقاء عرب كانوا يحملون نفس المشاعر لمنتخب الكويت كونه البطل الذي كان يمثل كل العرب، تأكيدا لذلك غناء القدير عبدالكريم عبدالقادر له «حياك ربي حياك يا المنتخب، القلوب كلها وياك.. وكل العرب».
وعلى خلاف التصاعد الطبيعي المفترض لأي شيء يحقق النجاح، نجد أن الرياضة الكويتية في تراجع مستمر، ليس فقط بغياب اسم الكويت عن منصات التتويج بل في أرقام التصنيفات الدولية لمراكز المنتخبات، كون الكويت من الدول القليلة في الوطن العربي التي لم تطبق نظام الاحتراف، لأن القائمين على الأندية بكل بساطة تعودوا على منح من «الدولة الريعية» من دون أي جهد يذكر منهم ويملكون أغلبية في صناديق التصويت، ولو كان أغلبهم لا علاقة لهم بالرياضة، وآخر همهم تطور الرياضة وحقوق اللاعبين!
من يحمل غيرة على اسم الكويت، ويهمه المحافظة على رصيده من الضياع، يتمنى أن تتغير سياسة «ردات الفعل» التي تعودنا عليها في أغلب القرارات المصيرية في البلد والتي غالبا ما تأتي عن طريق العاطفة أو بعد غضب شعبي لكي تصدر في وقت متأخر بعد أن «طاح الفاس بالراس» بدلا من أن «نزهب الدوا قبل الفلعة..!»
لأنني أؤمن بأن القيادة السياسية تولي كل الاهتمام للرياضة ويهمها اسم الكويت في مختلف المحافل الدولية، أتمنى أن تطول الخطوات الإصلاحية التي نسعد بها اليوم في البلد (اتحاد كرة القدم) بعمل تغييرات للأفضل، لأن نتيجة الاستمرار على ما هو عليه واضحة، ولا نتمنى «البكاء على اللبن المسكوب.. ونحن نعلم بأن الكوب مثقوب!»، بل العمل على تعديل العوج لاستقامة الطريق، وإزالة العقبات وتقديم كل الدعم للمنتخبات الوطنية لاسيما أننا مازلنا نمتلك الفرصة في آسيا وفي تصفيات كأس العالم، ونمتلك المواهب وعناصر الفوز لتحقيق الإنجازات.
[email protected]