المواطن: ألو.. السلام عليكم.
الموظف: وعليكم السلام يا هلا تفضل.
المواطن: أخوي عندي معاملة وأحتاج تصريح دخول للوزارة لمتابعتها.
الموظف: ممكن أخوي تدزلي المعاملة ورقمها بالواتساب؟ خبرك احنا بزمن كورونا منعا لانتشار الوباء مانعين المراجعة وأيضا أبشرك صرنا حكومة إلكترونية.
المواطن: أها أوكي.. أنا كنت دازها ممكن تلقاها في أرشيف المحادثة بس مو مشكلة أدزها لك مرة ثانية.
المواطن: اي تمام اوصلت.. هذي موقع عليها معالي الوزير يعني أمورك تمام مبروك.
المواطن: الله يبارك فيك.. معقولة بها البساطة تم إنجاز المعاملة.. وجهك خير.
الموظف: اي نعم لا تستغرب احنا صرنا حكومة ذكية.. بس باقي أمر بسيط تعتمد من الإدارة المعنية.. لكن خبرك احنا اليوم 20 عشرة 2020 واليوم الجلسة الختامية لمجلس الأمة كل شي بيتعطل.. راجعنا بعد انتخابات مجلس الأمة.
ـ وبعد انتخابات مجلس الأمة...
المواطن: ألو.. السلام عليكم..، وبعد التحية والسلام وتذكير الموظف بالمعاملة...الخ
الموظف: وعليكم السلام يا هلا أخوي اي بس راجعنا بعد التشكيل الوزاري لو سمحت.. وبعدها.. راجعنا بعد انتخابات الرئاسة.. الخ.
ـ وبعد التشكيل الوزاري... ينعاد نفس الشريط.
الموظف: انت ما شفت شنو صار في جلسة القسم !؟
المواطن: وأنا شكو بجلسة القسم؟! عندي توقيع الوزير.. ليش ما تمشي المعاملة؟!
الموظف: الوزير تغير أخوي.. وكل معاملاته تعطلت.. لازم المدير الإداري يراجع الـ 27 مستشارا لما يداوم الساعة واحدة ويمشي الساعة واحدة و35، بعدين يرفعها لمعالي الوزير الجديد.. وكل يوم اثنين، الوزير عنده اجتماع لجنة المساء خارج وقت العمل، وطبعا لكل اجتماع مكافأة لأنه يتعب «طويل العمر» ويطلب بوفيه على حساب الوزارة وبوكيه ورود وعود وبخور من محل يعرفه.. ويرفع خلال اجتماع اللجنة توصيات بنية معالجة العجز المالي في الإدارة وعمل الإدارة خلال كورونا، بس بنفس الوقت ممكن انه يقتل القطاع الخاص.. وينسى معاناة أصحاب المشاريع الصغيرة ومن هم على شاكلتك!
ـ وخلال كل اتصال يرد الموظف بصوت غاضب على المواطن..
الموظف: الإدارة مشغولة في تكتيك مواجهة الاستجوابات... انت شلون داق تسأل عن معاملة والبلد واقف عقب أحداث الجلسة الأخيرة لمجلس الأمة.. انت ما شفت شنو صار.. ما عندك حس وطني؟!
ـ وبعد مرور مدة من الزمن.
المواطن:.. ألو زين أحد رد على التلفون.. السلام عليكم.. أختي بغيت أكلم الموظف فلان لو سمحتي.
الموظفة: وعليكم... اخوي الموظف فلان انتقل إلى إدارة ثانية.
المواطن: انزين ممكن تحولينني على المدير فلان الفلاني عنده علم بموضوعي؟
الموظفة: اخوي.. احنا الحين برمضان والناس صيام.. سعادة المدير ما يداوم في رمضان.. الوزارة كلها ما تداوم برمضان.
المواطن: عيل ممكن سؤال أخير؟
الموظفة: تفضل.
المواطن: رمضان وصيام والوزارة كلها مو مداومة.. عيل انتِ ليش مداومة؟
الموظفة: ظروف.. مو شغلك... عندي شغل خاص أخلصه لناس خاصة يخصوني.
ـ هذا تجسيد مختصر لحال البلد من خارج صندوق صناعة القرار الحكومي في مختلف الوزارات والمؤسسات، التي لا يدرك أو يشعر فيها بعض المسؤولين الحكوميين بمدى معاناة الخريج الذي ينتظر قرار تعيينه، والمواطن الذي يركض خلف معاملته، والتاجر المقترض المتوقفة مصالحه بسبب الجائحة تنفيذا لقرارات الحكومة.. كون هذا المسؤول يعمل في الحكومة ومعاشه مضمون، وغير ذلك لا يهم، رغم ارتباط ذلك الذي لا يهمه في تنمية البلد وتحليل معاشه أمام الله وأمام الوطن!
[email protected]