دعاني أحد الأصدقاء لاجتماع في مكتبه بالعاصمة، وبعد الاجتماع أذن لصلاة الظهر، سألته يا فلان: وين القبلة لأداء الصلاة؟.. رد علي: ما أدري اسأل م. حسام!، ذكرت أن الله يهداه ما يصلي قبل لا أسأله بعد عن السجادة.
المهم الأخ نفسه شفت له تعليق على منشور في الانستغرام معلقا باعتراض على صورة لامرأة غير محتشمة في ندوة تأبين أحد الرموز في البلد، وقد كان شر البلية الذي يضحك في الموضوع أن صاحبة الصورة رادة على الأخ بالتالي: اسكت أنا ما راح أترك البلـد لأمثالك التكفيريين الدواعـش! أي نعم، التعليق كان موجها للأخ اللي ما يدل القبلة بمكتبه وعمره ما ركعها!
وعلى الجانب المقابل، في ظل قلة وسائل الترفيه في الكويت، خرجت أصوات تطالب بإيقاف لعبة البادل الناجحة في إشغال الشباب بالرياضة والترفيه بداعي أن اللعبة مختلطة! يعني الواحد ما يقدر يلعب بادل مع بناته أو زوجته أو أخته بمكان مخصص للرياضة!
مشكلتنا الأزلية في البلد والتي ستبقينا بين دول العالم الثالث تكمن في الصراع الدائم بين المتعصبين من «المتحجرين والمتحررين».. وكل واحد منهم يريد أن يلغي الآخر ويكون وصيا على المجتمع!
كمثال: إن هؤلاء يرون أن لعبة «البادل» منكر، وأنهم وحدهم.. نعم وحدهم اللي يفهمون بالدين، في ظل كل التضييقات الموجودة على الشباب وانفتاح باقي دول المنطقة (بما لا يخالف الدين والشرع ووفق الالتزام بالقانون).. حط ضوابط وخل الناس تعيش، فالدين يسر وليس عسرا مولانا!، بالمقابل يرى الطرف الآخر أن كل ما يدعو للحشمة واحترام الذوق العام رجعي ومتخلف، فهم يأخذون من الحرية، الشكل والمظهر، لا الفكر والتنوير والتقدم والتطور، فما يجمع الاثنين هو التطرف والتعصب في الرأي والعمل على إلغاء الآخر، وما نتمناه والذي يمثل أغلب الكويتيين هو الاعتدال والوسطية وقبول الآخر وعدم التضييق على الناس.. «فأنت حر إن لم تضر» في حدود مساحتك الخاصة والذوق العام وما يخالف الشرع والدين وقيم المجتمع.
[email protected]