فضّل الله أمة العرب على غيرها من الأمم بأن جعل خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منهم، وجعل القرآن بلغتهم (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)، (الجمعة:4)، (الله أعلم حيث يجعل رسالته) (الأنعام:124)، ولطالما اتصف العرب بالعزة والشهامة والمروءة حتى من قبل الإسلام لذلك اختار رب العالمين نزول القرآن الكريم في بلاد العرب الذين يحمل تاريخهم الأمجاد والعزة عندما كانوا يدا واحدة، أما اليوم فهم في هوان لم ينزلوا إليه من قبل، انشغلنا بعداواتنا العربية ـ العربية التي شقت الصف العربي، عندما كنا صغارا كنا نقول بعالي الصوت في صباح كل يوم دراسي «تحيا الأمة العربية»، ونجمع التبرعات لنصرة فلسطين وندعم في أنشطتنا وفي وسائل إعلامنا البسيطة مختلف القضايا التي تهم العرب وها هم العرب اليوم بعد الانفتاح الإعلامي بدلا من أن يجعلوه أداة للتقارب العربي، جعلوها سكينا تشق وحدة الصف العربي، أعطوا لكل معتوه وسفيه ومأجور الفرصة بالظهور وبث السموم في الجسد العربي المريض.. الممزق.
عندما كنا بالعزة أرسل خالد بن الوليد رضي الله عنه رسالة إلى كسرى، وقال: أسلم تسلم وإلا جئتك برجال يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة، ورد هارون الرشيد على ظهر رسالة نقفور ملك الروم كتب فيها: من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قرأت كتابك يا بن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه، ثم ركب من يومه، وأسرع حتى نزل على مدينة هرقلة، وأوطأ الروم ذلا وبلاء، فقتل وسبى، وذل نقفور، وطلب الموادعة على خراج يحمله.
أما الهوان والذل الذي وصلنا إليه اليوم لدرجة وصلت بالبعض منا فالموافقة على ما يسمى بصفقة القرن وتسليم فلسطين لليهود من دون حتى إذن من الشعب الفلسطيني نفسه!
فالحرب على البلاد العربية كانت مبرمجة، لم تكن بالسلاح.. ولكن كانت بالثقافة، فلم نأخذ منهم العلم والتقدم والنظام وحرية الفكر، بل الحرية بمفهومها السلبي بتقليد الغرب بحياتهم المنفتحة بالتحرر واللادين وكسر أخلاقنا وقيمنا، وإلى حاجتنا الدائمة لهم لنكون دائما شعوبا مستهلكة غير منتجة، يستخرج من أراضيها البترول، ولكنها تعود لشراء منتجاتها من الغرب!
ولكن عزاءنا الذي نؤمن به، أن هذه الأمة ستصحو من سباتها في يوم من الأيام، لأن ما يجمعها أكثر بكثير مما يفرقها، فالرب واحد والرسول واحد، واللسان واحد، والمصير واحد والعدو واحد، والدم الذي يجري في أجسادنا واحد.
[email protected]