مفرح العنزي
يقول أحد الاميركان الذي كان بدونا في الكويت بالسابق، واستطاع الوصول الى اميركا بعد الاحتلال وتزوج اميركية وواصل دراسته الجامعية حتى حصل على الماجستير والدكتوراه من احدى الجامعات الاميركية، وعمل بأحد البنوك هناك، يقول إنه مندهش ومنصدم بحجم الحوالات المالية التي تقدر بالملايين، حتى يكاد البنك ينهار علينا من حجم الحوالات البنكية القادمة من الكويت.
ويقول أحد الناشطين في مجال اسقاط القروض اننا لو أخذنا ورقة وقلما وقمنا بحسبة بسيطة لعائدات النفط على خزينة الدولة على اعتبار ان حجم الصادرات 2 مليون برميل في اليوم، وسعر البرميل 70 دولارا لوجدناها 140 مليون دولار في اليوم ومليارا و400 مليون في عشرة ايام واربعة مليارات و200 مليون في شهر وخمسين مليارا و400 مليون في السنة. اما تكلفة زيادة الخمسين دينارا على رواتب الموظفين فانها لن تتجاوز مليارين ونصف مليار دولار في السنة على اعتبار ان عدد الموظفين في حدود 300 الف موظف.
وحلابو النملة نجدهم المستفيد الأكبر من الميزانية السنوية للدولة فهم يحظون بحصة الأسد من المال ولا يريدون ان يلقوا ببقايا اللحم الموجودة على العظم الى المواطن البسيط الذي لا يكاد ان ينتهي الشهر حتى يقوم باستخدام الڤيزا أو الماستر كارد أو يتسلف من صديق لكي يفي بالتزاماته الاجتماعية.
وبعد غلاء العقار والتلويح بغلاء المعيشة واسقاط مشروع «اسقاط القروض» وهجرة الاموال الكويتية الى الخارج مرة اخرى بعد عودتها الميمونة عند سقوط النظام البائد في العراق واغلاق السوق الكويتية تحت مظلة الوكالات وتحريم استيراد البضائع التي تضارب على سلعة الوكيل، والتي حتما ستكون ارخص منها بمقدار الثلث على اقل تقدير، وانهيار البورصة وارتفاعها لأسباب غير معروفة، نجد كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع المسؤولين في غرفة تجارة وصناعة الكويت ولم يحركوا ساكنا، بل أعتقد كما يعتقد الكثيرون ان ما يحدث في البلد هو عبارة عن كوابيس تحدث لأي نائم تنتهي بعد ان يستيقظ الشخص فينفث على شقه الايسر ثلاث مرات ويتعوذ من الشيطان ثم ينام على الجنب الآخر فينتهي فيلم الكابوس ويعود صاحبه الى سباته العميق.
ويرى العقلاء، ان وجدوا في هذه العاصفة، ان التأزيم والفوضى والفساد والمحسوبية والتجاوزات المالية والقانونية والعدل والمساواة المفقودة والحسد وغيرها من الامور السلبية ستكون بمنزلة القوى الدافعة الخفية التي تقف خلف ابناء الشعب الواحد وتدفعه الى حافة الهاوية فيهلك الجميع ويصبحون في حالة احتلال جديد ليس من الخارج، ولكن من الداخل، هذا الاحتلال ذو المذاق الخاص الذي أعده حلابو النملة بعد ان طغت مصالحهم المالية الشخصية على المصالح العامة وعلى هيبة الدولة.