مفرح العنزي
بالرغم من دخول المربعانية قبل اسبوعين الا ان المطر لم يهطل على الكويت بهذا الشتاء، وبين الفينة والاخرى يظهر الفلكيون الكويتيون في وسائل الاعلام ويقولون ستمطر بعد اسبوع وذهب الاسبوع تلو الآخر ولم يتحقق شيء من تكهناتهم واصبح الصالحون في هذا البلد في حالة من القلق فأحيانا يربط الانسان الصالح هطول المطر برضا الله على العباد في هذه الارض او تلك واحيانا اخرى يرى فلاسفة العالم اللامرئي الذي يقع خارج نطاق تغطية الحواس الخمس ان الحسد هو المانع الاساسي الذي يقف بيننا وبين المطر، الا ان دعوات الاخيار وهم كثيرون ومنهم المتصدقون والمحسنون واصحاب فعل الخير بأن الله لن يخذلهم وان رحمة الله وسعت كل شيء، فجاء المطر عيدية هذا العيد من السماء الى هذه الارض المباركة ارض الكويت، جعله الله سقيا خير وبركة ورحمة، فالحمد لله على هذا الخير، وعن الماضي يروي لي العم عبيد مسند العنزي (أبو ظاهر) وهو احد رجال البادية الذين عاصروا الصحراء القاحلة لسنين طويلة انه عندما يبرق البرق فإننا نطوي الرحال باتجاه البرق فالمسألة بالنسبة للبدو مسألة حتمية لسقوط المطر بالاتجاه الذي لمع به البرق.
اما اليوم فالبرق يبرق والرعد يرعد والغمام الاسود المحمل بالامطار يمر فوقنا دون ان تسقط قطرة مطر واحدة، حقا انه امر غريب وباعتقادي ان الموضوع لا يتعلق بطبقة الاوزون او بالاحتباس الحراري او عدم توقيع الولايات المتحدة الاميركية على اتفاقية كيوتو او الاتفاقيات الدولية التي تحرم استخدام الطقس كسلاح معركة او التلوث البيئي الدولي سواء بالنفايات النووية او بمخلفات المصانع المنتشرة بالعالم، بل ان الموضوع ينحصر في الانسان نفسه وتضخم طمعه وطغيان مصلحته الشخصية على مصالح الآخرين، كذلك الحسد الدولي الذي بني على انقاض الحسد الشخصي فالشفافية والصدق بالتعامل وروح التعاون والمحبة اخذت بالتراجع شيئا فشيئا أمام الانفتاح العالمي الذي لا يميز بين السليمة والمتردية والنطيحة والذي اختلط به نعيق الغراب مع نهيق الحمار مع نباح الكلب مع صياح الديك الذي اصبح شيئا طبيعيا بهذا العقد ومن انعكاساته تأثر المجتمعات ببعضها البعض واصبح فقدان الهوية من الامور الواردة بهذا العصر وعندما تفقد الهوية او عندما يفقد نصفها فإنك ستلاحظ تغيرات سلبية بالمجتمع وهذه التغيرات قد تقودنا الى تغيرات بالطقس وبعدم هطول المطر او العواصف او الزلازل او الاعاصير او غيرها من كوارث الطبيعة لذلك يجب علينا تأمل وضعنا والبحث عن جوانب التقصير في حياتنا تجاه الله إلهنا الواحد الاحد الذي لا يقبل على الاطلاق ان نتعدى على محارمه، ومحارم الله معروفة لدى المسلمين الذين يحتفلون بالعيد.