مفرح العنزي
بعد التأزيم المتواصل في مجلس الامة السابق وبعد ان ساءت العلاقة بين السلطتين وبعد ان وصل الطرفان الى طريق مسدود اكثر من مرة، كان الخيار هو خيار الحل وهو شر لابد منه، ولكن لكي نكون امام حل جديد لابد من التغيير، وجاء الاختيار على الدور الفاعل للمرأة فهي نصف المجتمع ان لم تكن اكثر من نصفه، وقد راهن الكثيرون على استحالة دخول المرأة المجلس، لكن الواقع اختلف ودخلت النساء المجلس بقوة قذيفة اليورانيوم، وقمن بحجز أربعة كراسي، وقلن: «نحن هنا» وهذا انجاز عظيم لنساء الكويت بعد كفاح ونضال طويل، لكن ذلك لا يعني نهاية المطاف، ولا يعني بالنسبة لهن نهاية الحرب من اجل الحرية النسوية، بل ان دخولهن المجلس هو بداية الحرب الحقيقية، فمسائل الخلاف كبيرة وجسيمة وتحتاج الى صوت عال وليس صوتا ناعما وتحتاج الى قلب قوي يتحمل المصادمات والاغراءات التي تحف بهذا القرار او ذاك المطروح للتصويت.
وبما ان الاسلاميين السنة تراجع عددهم في هذا المجلس وتقدم المرشحون الشيعة وتراجع اعضاء التكتلات وتقدمت قوة التغيير فإن ذلك يعني ان المرأة في المجلس معرضة للتقدم او التراجع وربما الانهيار التام، الا ان ذلك يعتمد على سلوك الحكومة مع اعضاء المجلس ومدى العلاقة بين اعضاء الحكومة والمجلس، فاذا تناسى الجميع خلافات الماضي فإن الامور ستكون على ما يرام وسترتفع بورصة المرأة في المجلس، واذا كان العكس فإن النساء ستكن اكثر الاعضاء تأثرا بعواصف المجلس.
وانا اعتقد أن الامور ستكون على ما يرام في هذا المجلس، وسيسمى هذا المجلس بمجلس الانجازات وتحقيق الطموحات وهذا يعني ان الدافع الحقيقي هو اعطاء المرأة حق تحقيق نجاحات من اجل السمعة البرلمانية البراقة للمرأة الكويتية التي تكمل الفقرة الاخيرة في هيكل الديموقراطية الكويتية.
اخيرا: يسألني احد كبار السن قائلا: هل يتنحنح النواب الرجال قبل دخولهم قاعة عبدالله السالم بسبب وجود النائبات.
فقلت له: لا أعلم ولكن ربما يحدث ذلك عندما يتجاوز عددهن 50% في المجلس، وعندها يحق للنائب ان يتنحنح قبل ان يدخل قاعة المجلس وعندها يسمى بمجلس الحريم.