استطاع ترامب أن يخترق الحاجز السياسي وأصدر قرار نقل السفارة الأميركية الى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
والقدس تعتبر أرض الرسالات الثلاث: الاسلام والمسيحية واليهودية، واللافت للنظر ان بعد استيلاء اليهود على فلسطين كانوا أكثر الديانات استباحة للدماء وأكثرها قمعا وقهرا وتهجيرا لأصحاب الارض الحقيقيين وهم الفلسطينيون بل انهم برعوا في اثارة الفتن بين الطوائف والمنظمات السياسية مثل فتح وحماس والفلسطينيين والعرب ولم تفلح معهم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لانهم كانوا ولا يزالون أول من ينتهكها.
ولقد كان لوقع قرار الرئيس الأميركي ترامب الأثر الكبير على نفوس المسلمين قاطبة، ولكن الذي لا يعلمه المسلمون إلى الآن أن الاعتراف الأميركي بالقدس كعاصمة لإسرائيل ليس هو المهم بالفكر اليهودي الصهيوني المتطرف، بل ان هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان هو المهم بالنسبة لهم.
وقد تم الاستعداد لهذه العملية منذ زمن طويل من خلال الاستكشافات الأثرية الصهيونية أسفل المسجد الأقصى والرامية للعثور على هيكل سليمان المزعوم وهذه الحفريات حتما ستؤدي إلى انهياره في الوقت الذي يرونه مناسبا لمخططهم، وليس هذا فحسب بل ان الهدف الذي يليه هو التوسع شرقا حتى نهر الفرات والتوسع غربا حتى نهر النيل، وهذا ما كتب على كنيسة القيامة «أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل» فهل المسلمون مستعدون للوقوف بوجه هذه الأطماع اليهودية من الان؟ أم يكتفون بالتطبيع والشجب والاستنكار وقطع العلاقات؟!