لقد ساءني ما أراه في شوارع الكويت من عبارات تجارية وتسويقية كتبت باللهجة العامية والتي يضنّ التاجر (الذي لا يعرف إلا مصلحة بضاعته) أنها أسهل طريقة لكسب قناعة المشتري.
وهذا المشهد في حال استمراره فإنه سيتمكن من نقل اللغة العربية الفصحى من الخط الأمامي في التخاطب الرسمي الى الخط الثاني، علما ان الدستور الكويتي اقر منذ زمن بعيد بأن اللغة العربية هي اللغة الرسمية الأولى للكويت وطوال السنين الماضية كانت ملزمة للمعاملات الرسمية والتجارية في الدولة.
ولكن للأسف اليوم ضاعت الحسبة بغياب قوة المحاسب ولم نجد حتى الآن من يمنع هذا التشويه للغتنا العربية في الكويت وخصوصا حراس اللغة العربية في وزارة الإعلام الكويتي الذين يصدرون تراخيص الإعلانات باللهجة المحلية وأولهم وزير الإعلام. فبالله عليك يا وزير الإعلام أيعقل أن نقرأ بعض الكلمات العامية التي يستخدمها الكبار والصغار في لغة ما يسمى بين السطور أو بالهمز واللمز؟
وهل يعقل ان نستمر على هذا الحال ثم يأتي الجيل القادم ولا يعرف مفردات اللغة العربية؟ ولماذا ننتظر الجيل القادم والجيل الحالي نجده بدأ رسميا بعدم فهم اللغة العربية اذ يقول لي أحد الآباء انه عندما يقص لأبنائه القصص الهادفة باللغة العربية يقولون له ابنه: «أبي نحن لا نفهم عليك باللغة العربية الفصحى أرجوك اقرأ وترجمها للهجة الكويتية» يا للهول لهذه الدرجة؟!
ليس هذا فحسب بل ان بعض الأطفال يسأل عن معنى التبغ وآخر يسأل عن معنى القيلولة وثالث يسأل عن معنى الحداء، ومعاني أخرى لا تحتاج إلى تفسير يسأل عنها أطفالنا ثم نندهش بأسئلتهم السخيفة.
وهذه الأسئلة التي نراها سخيفة تدل على أن أنهم بعيدون كل البعد عن عن أم لهجتهم المحلية وهي اللغة العربية الفصحى لغة القرآن ولغة الرسول صلى الله عليه وسلم ولغة أهل الجنة وهي اللغة الوحيدة في العالم التي تمتلك 12 مليون مفردة وهي الوحيدة بالعالم التي تنطق حرف الضاد وللعلم اللغة الثانية في الكويت هي الانجليزية وتمتلك 160 ألف مفردة. وهذه الجميلة العظيمة التي يحق لنا ان نفتخر بها أمام العالم اجمع ولكن للأسف أهملتها وزارة الإعلام في تراخيص إعلانات التجارية.
وأخيرا: كل ما أخشاه أن تأتي الأجيال القادمة وتكون بعيدة كل البعد عن اللغة العربية الفصحى، وتأتي بلهجة جديدة تتناسب مع العولمة التي تجتاح العالم ثم تكون المسافة بينها وبين اللغة العربية مماثلة للمسافة التي بين اللغة العربية واللغة الروسية، ثم نسمي أبناءنا محمدوف وأحمدوف وحسينوف.