صفعة القرن التي سميت سياسيا بـ«صفقة القرن» أو «فرصة القرن» أو «فسحة القرن» للصهيونية العالمية لأجل السيطرة على الدول العربية وشل حركتها السياسية والاقتصادية والعسكرية.... وغيرها، لم تكن وليدة اللحظة، بل إنها عبارة عن عملية مخاض سياسي وعسكري واقتصادي بين العرب والصهاينة الإسرائيليين برعاية دول عظمى، والتي استمرت لأكثر من عقد من الزمان وساعد في ولادتها القيصرية العداء مع إيران والربيع العربي الذي أطاح بجمهوريات العسكر الثوريين الفاسدين وحل محلهم الفاسدون الجدد الذين رفعوا رايات كوندوليزا رايس المسماة بالفوضى الخلاقة. ولاتزال هذه الأعلام إلى الآن ترفرف وبقوة في عدد من الدول العربية.
وقد وصف الكثير من العرب هذه الصفقة بأنها مسرحية هزلية لبيع فلسطين، كما نجد أن أغلب الحضور فيما يسمى بـ«ورشة البيع» لم يكن لهم أي رأي أو وجهة نظر حول هذه البيعة الغامضة للأراضي الفلسطينية سوى تقديم الأموال وتسليمها لليهود لإنجاح هذه الصفقة، لكن التاريخ سيسجل موقفهم من هذه الاتفاقية المشؤومة.
والسؤال هنا: هل هؤلاء العرب المسلمون نسوا تاريخ اليهود الأسود مع الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة؟
وهل نسي الموقعون على «صفعة» القرن ما قام به يهود بني قريضة من نقض المعاهدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء غزوة الأحزاب، وما قام به يهود المدينة من بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير من مؤامرات وفتن ودسائس بين الأوس والخزرج والتي على اثرها استمر القتال بين الطرفين لأكثر من 40 عاما الى ان جاء الرسول صلى الله عليه وسلم وكشف كيدهم ومكرهم ضد المسلمين وحاربهم وطردهم من المدينة المنورة وبعد ذلك عم الأمن والسلام والرحمة بين المسلمين؟
وهل نسي الموقعون ما قامت به العصابات الصهيونية، المسماة بزفاي وكاخ والسيكاري وشتيرن زفاي وغيرها، من جرائم دموية بشعة في الثلاثينيات من القرن الماضي والتي اتحدت فيما بعد وكونت النواة الاولى لجيش الاحتلال الصهيوني بعد أن اعلنوا قيام كيانهم على بحور من دماء المسلمين الفلسطينيين المدنيين العزل وبمباركة هيئة الأمم المتحدة ولا حول ولا قوة الا بالله؟!
يا إلهي.. كيف يمكننا أن نتقبلهم ونتعاهد معهم ونثق بمعاهداتهم معنا؟! وهم خانوا رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم وقتلوا مئات الآلاف من اخواننا المسلمين العزل في فلسطين.
وهل نسي العرب اليهودي برنارد لويس الذي ليس لديه شغل منذ عام 1978 سوى حث أميركا وإلحاحه عليها بتقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة على أساس عرقي وطائفي وإثني، وقد جنى ثمار تعبه طوال هذه السنين وتحقق حلمه في سورية والعراق واليمن والحبل على الجرار ان لم يوضع له حد. والهدف من ذلك هو بسط نفوذ الكيان الإسرائيلي على العرب أولا والشرق الاقصى ثم بسط نفوذهم على العالم اجمع.
واذا العرب يعتقدون ان عهودهم ومواثيقهم مع اليهود سيكسبون منها شيئا أو ان اليهود على الأقل سيحترمونها فإنهم مخطئون تماما، بل وسيظهرون قريبا على حقيقتهم، وسيضربون بمعاهداتهم عرض الحائط، بعد تحقيقهم لأهدافهم غير المعلنة والتي سيدفع العرب ثمنا باهظا لها.
وأخيرا.... وبعيدا عن الدين والتمدن، يقول العرب الأعراب: (عدو جدك ما يودك وعينه لو تذرف لك الدمع كاذبة). اللهم اني بلغت اللهم فاشهد.
٭ أتقدم بخالص العزاء الى الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لوفاة ابنه الشيخ خالد، وأسأل الله العلي العظيم أن يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان و(إنا لله وإنا إليه راجعون).