كثر الحديث عن الفساد المالي والإداري في الكويت وتعالت الأصوات المنكرة (بكسر الكاف) لهذا الوضع المؤسف التي تمر به الكويت وقد امر صاحب السمو، رعاه الله، ورده إلى أهله وشعبه سالما غانما بتطبيق القانون على كل من تعدى القانون أو أساء استخدام السلطة.
إلا أن ذلك لم يردع المفسدين بل زادهم طغيانا فوق ما هم عليه من طغيان ولعل السبب يعود إلى أمرين هما وجود ثغرات قانونية بقانون الجزاء الكويتي أو ان هناك من يعيق إجراءات تطبيق القانون.
وفي كلتا الحالتين يغيب الرقيب ويغيب الرادع، لذلك نقول من أمن العقوبة أساء الأدب.
وتاريخيا وكما هو معروف، يعتبر الفساد أخطر من الإرهاب وأخطر من الوباء ومن مرض السرطان في الجسد، بل إنه أحد أهم أسباب انهيار الدول ان لم تتم معالجته بحزم وبقسوة.
ومداخل الفساد ثلاثة إما ان يكون حربا سرية تقوم بها الدول فيما بينها من خلال أتباعها أو عملائها الخونة للدولة والمتواجدين في الدولة الضحية.
أو ان يكون الفساد صناعة محلية تستمد وجودها من تقديم المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية من منطلق «أنا وليهلك الجميع»، وعند المحاسبة الصارمة «هو يهلك وينجو الجميع».
والمدخل الثالث هو فساد فرعون الذي قال لأهل مصر أنا ربكم الأعلى وعند الحساب هلك فرعون مصر وجيشه ونجا شعب مصر.
وكذلك عندما شعر طاغية العراق بخطر جيشه عليه وعلى أمنه الشخصي بعد الانتهاء من الحرب العراقية- الإيرانية أرسله إلى الكويت لينشغل باحتلالها سبعة اشهر ومن ثم قامت قوات التحالف بتحطيمه. ورجع إلى العراق مهزوما مكسورا،
فأصبح كالنمر بدون مخالب أو أنياب فنام طاغية العراق مستقر العين حتى عام 2003 عندما سقط أسيرا بأيدي القوات الأميركية، وتمت محاسبته ومحاكمته على فساده ونال جزاءه.
وأمس يصادف الذكرى الـ 30 للغزو العراقي الغاشم للكويت ونستذكر بهذه المناسبة المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة الذي كان ردة فعل على ادعاءات النظام العراقي بأن سبب دخوله للكويت هو استجابة لثورة شعبية من الكويتيين ضد أسرة آل صباح، فقام مجموعة من رجالات الكويت ومجموعة من المواطنين بعقد هذا المؤتمر في مدينة جدة وإعلان البيعة لآل صباح - وأن ما قاله طاغية العراق هو كذب وافتراء وأن الشعب الكويتي ملتف حول قيادته السياسية، لذا يجب على الشعب والحكومة معا محاربة الفساد لإنقاذ كيان الدولة.
وختاما: الإصلاح يريد مواطنا حكيما ونظيفا ويحمل بجوفه قلب أسد ولديه صلاحيات مطلقة لملاحقة ومحاسبة المفسدين في الدولة، أو أننا نتجه إلى ما لا تحمد عقباه.