فجأة ومن دون مقدمات واجهت بيروت مصيبة من العيار الثقيل على الرغم من معاناتها الاقتصادية والسياسية والصحية بسبب وباء كورونا بعد وقوع انفجار كبير بمرفأ بيروت، وكان مشهد الانفجار مروعا ويكاد يكون مشابها لمشهد انفجار القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية.
وترجع قوة هذا الانفجار الهائل إلى الكمية الهائلة للمواد التقليدية المتفجرة التي كانت موجودة بمكان التفجير والتي من المحتمل أن يتعدى وزنها عشرة أطنان.
ولحسن الحظ أنه لا توجد بها متفجرات نووية كما اعتقد البعض، وهذا الأمر واضح من خلال استمرار عمل الهواتف المحمولة التي صورت الانفجار، إذ إن الانفجار النووي عادة ما يطلق موجهة كهرومغناطيسية مع لحظة التفجير فتطفئ أو تغلق جميع الدوائر الكهربائية في محيط المنطقة بما في ذلك الدوائر الكهربائية الموجودة في الهواتف المحمولة.
وأعقب هذا الانفجار الرهيب انفجار من نوع آخر يندرج تحت شعار: من يتحمل مسؤولية ما حدث الحكومة أم الشعب أم الأعداء أم الأصدقاء؟ علما بأن الخسائر قدرت بأكثر من 10 مليارات دولار بشكل مبدئي.
وبنظري فإن المسؤولية تقع بشكل مباشر على من قام بهذا العمل الإرهابي الشنيع الذي لا يقبله عقل أو منطق أو قيم أو أخلاق أو الإنسانية.
أما المسؤولية غير المباشرة فإنها تقع على الأحزاب اللبنانية التي لا تستطيع أن تتفق على أي تعديلات دستورية سيادية تضمن سيادة القانون على الجميع في الدولة دون استثناء وتعديل ميكانيكية ترشيح انتخاب الرئيس وأعضاء الحكومة للوصول بإدارة الدولة إلى مرحلة يمكن من خلالها السيطرة تماما على أمن وسلامة لبنان إلى الأبد دون أية مشاكل بين جميع أطياف الشعب اللبناني.
وبما أن لبنان دولة عربية مسلمة، والإسلام أمر بالاتحاد بين المسلمين ونهى عن التفرقة والأحزاب التي تعتبر احد أنواع أرحام الفتنة، وقد حذر القرآن من هذا النمط التنظيمي إذ قال تعالى:
- (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) آل عمران - 103
- (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله فينبئهم بما كانوا يفعلون) الأنعام - 159.
- (من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) الروم - 32، ومعنى (بما لديهم فرحون) في تفسير الطبري انه بما هم به متمسكون به من مذهب، فرحون، مسرورون، يحسبون ان الصواب معهم دون غيرهم.
٭ ختاما: كل الشكر والتقدير لحكومتنا الرشيدة على ما قدمت من مساعدات وإغاثة إلى الجمهورية اللبنانية الشقيقة وعلى رأسها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد.
وأسأل الله أن يرحم ضحايا لبنان وأن يجبر صوابهم، ويحفظ الشعب اللبناني من كل مكروه.