سخافة مخجلة
الأربعاء
2007/5/9
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 830
بقلم : مخلد الشمري
مخلد الشمري
نظرا لقرب بدء السلطات البريطانية في تنفيذ قانون منع التدخين في الأماكن العامة مع بداية يوليو المقبل، والذي ستنفذه بكل «صرامة وهيبة» ـ كعادتها مع تنفيذ كل القوانين في بريطانيا، يحتج ويتباكى هذه الأيام على قرب سريان مفعول القانون، أصحاب المقاهي ومحلات الشيشة من المتخلفين العرب الذين ملأت مقاهيهم ومطاعمهم وشيشهم ومتاجرهم شارعي edgware road و queens way وغيرهما من شوارع بريطانيا وخاصة شوارع مدينة لندن، وبالذات تلك التي احتلها العرب والآسيويون والأكراد، وأصبحت بعد سكنهم واحتلالهم لها لا تقل قذارة وقباحة واشمئزازا عن أي شارع شعبي في دولة عربية أو آسيوية أو حتى في كردستان!
«سيضحك» كل من يفهم ما نقصده بهذا المقال ولكن بعد أن يعرف أن أصحاب هذه المقاهي والمطاعم من عرب وأكراد والذين ستقل أرباحهم كثيرا بعد تطبيق هذا القانون الرائع، عبروا عن حزنهم واحتجاجهم وألمهم لمنع الشيشة نهائيا في شوارع بريطانيا بكتابة عريضة الكترونية لرئيس وزراء بريطانيا، وقع عليها حوالي 5670 مدمنا للشيشة يريدون أن يضروا عشرات الملايين من غير المدخنين في الأماكن العامة، مع أنهم يستطيعون تدخين هذه الآفة المسماة بالشيشة في منازلهم وشققهم، ولكنها السخافة ولا غيرها التي تجعلهم يتجرأون ويناشدون السلطات البريطانية استثناء تدخين سم الشيشة من قانون منع التدخين مع علمهم أن ضررها أكثر مئات المرات من ضرر السجائر!
أما الأكثر إضحاكا، وغرابة من ذلك، فهو تبرير أصحاب العريضة وتنظيمهم لحملة أسموها «مجتمع من اجل الشيشة» حلموا بها بالضغط على السلطات البريطانية، ـ معتقدين بكل خبث ـ أنها مثل سلطات دولهم الأصلية التي جاءوا منها والتي تصدر القانون ثم تقطعه تقطيعا بما يسمى الاستثناءات، هذا إن طبق أصلا. أما قمة الوقاحة فهي اعتبار هؤلاء المتخلفين أو الطماعين من أصحاب المقاهي والمطاعم في شوارع لندن العربية، اعتبارهم الشيشة ـ قيمة ـ من القيم العربية، كما ذكروا ذلك في صيغة عريضتهم المخجلة ـ هؤلاء الذين يبيعون للزبائن رأس الشيشة بـ 15 «باوند» إنجليزيا، أي 8 دنانير كويتية، مع أن علبة افخر نوع من أنواع المعسل لا تتعدى دينارا مع اجر الشحن لبريطانيا!
أنا شخصيا لا استغرب ولا أتعجب، فهذه تصرفات اغلب العرب، وان كنت متأكدا 100% من أن أي موظف رسمي بريطاني، ولو كان موظفا صغيرا لن يعطي هذه العريضة أهمية، ولا بالا ولو للحظة، فما بالك بأن يلتفت لهذه المطالبة والعريضة المخجلة والوقحة رئيس وزراء بريطانيا، الذي لا يستطيع استثناء أي قانون لنفسه أو لعائلته أو لحزبه، مع أنني متأكد من أن توني بلير سيضحك بقوة وكثيرا وطويلا على جملة «إن الشيشة تمثل قيمة عربية»، وربما تكون فعلا هي القيمة الوحيدة لنوعية كثيرة من عرب يضحكون على أنفسهم قبل كل شيء ودون خجل أيضا!