مخلد الشمري
بدلا من «بعثرة» فائض أموال نفطنا هنا وهناك وهونيك، «أنصح» حكومتنا بإرسال الأغلبية الساحقة من رعايا الكويت مواطنين ونوابا، وإن كان بالإمكان معهم كثير من المقيمين، للإقامة لمدة عام على الأقل للتأمل في الدول المتقدمة التي يحترم مواطنوها ومقيموها أنفسهم والنظم والقوانين، ويحافظ نواب برلماناتها على موارد الدولة بعدم تقديم اقتراحات غير معقولة، ولا بالقيام بالاستجوابات المتخبطة والأفعال غير المسؤولة، «فربما» يتغير كثيرا المواطنون والمقيميون ويعرفون ويفقهون حقوقهم وواجباتهم بصورة سليمة، ويتغير معهم بعض النواب ليصبحوا فعلا نوابا حقيقيين لا «بيزنطيين» وبذلك تضرب الحكومة عدة عصافير في فائض واحد، ولكن - إن حصل - وعاد المواطنون والمقيمون والنواب كما ذهبوا فستكون الحسافة والألم فقط على العصافير البريئة التي ذهبت وسقطت ضحية نصيحتي للحكومة، وفي هذه الحالة الحزينة سأتحمل وحدي طوال عمري ألم ذنب سقوط تلك العصافير.
لو كنت مكان رجل الدولة المحترم وكيل وزارة الصحة «لاستقلت» من المنصب خدمة جليلة للوطن وللمجتمع حتى يرتاح من التهديدات من وضع كل البلد والمجتمع في كفة، ووكيل وزارة الصحة في الكفة الأخرى، في تعبير نادر عن المجاهرة بمعول من معاول هدم الأوطان، ومع ذلك أتمنى على الرجل المحترم وكيل وزارة الصحة عدم الأخذ بنصيحتي، بل عدم التفكير لثانية واحدة في الاستقالة، ومن قرأ نص بيان الجمعيات المهنية الطبية «الصيدلة - الأسنان - البشري» الذي نشرته الصحف في 9 ديسمبر الجاري يتمنى ان يبقى هذا الوكيل للأبد إن لم تتم ترقيته.
في تركيا يردد العسكر في معسكراتهم عبارة «يسلم الوطن» قبل تناول أي وجبة غذائية تقدم لهم في المعسكرات في تعبير حقيقي عن الانتماء الحقيقي للوطن، لهذا فإن كل من يحتك بمواطن تركي يتبين له الولاء الوطني المزروع والمطبوع والمنحوت في نفس كل مواطن تركي، رغم ان الدولة التركية لا تقدم لمواطنيها ربع ما تقدمه دولتنا الكويت لمواطنيها، ومع ذلك نسمع ونقرأ كل فترة في الصحف وغيرها، عن نوعية معينة من تعساء البشر لا تريد لطلاب المدارس سماع السلام الوطني وترديد النشيد الوطني الكويتي بحجة تعيسة ومشكوك فيها كثيرا هي تحريم الموسيقى في الإسلام، وأقول لكل هؤلاء: وطني الكويت سلمت للمجد، وسلمت أيضا من تفكير ونوايا كل شخص تعيس.