مخلد الشمري
مضحكة جدا تلك التصاريح الاعلامية التي يتحفنا بها يوميا كثيرون «تباكيا» وخوفا على الديموقراطية، وفي الوقت نفسه يكون هؤلاء الكثيرون «أبعد» الخلق عن الايمان بالديموقراطية او حتى شبه الحد الأدنى منها كبعد الأرض عن كوكب بلوتو!
فما بالك ان كنت شخصيا تعرف كثيرا من مطلقي التصاريح تلك ومتأكد من أن سلوكهم او فعلهم الشخصي لا يتماشى نهائيا مع تصاريحهم بل ويكونون اشد الناس ايمانا بالطائفية وبالقبلية وبالعنصرية، وآخر الناس الذين يحترمون الرأي الآخر وهو أبسط شيء يجب ان يحترمه ويفعله ويؤمن به حتى من يتشدق زورا وكذبا بالعملية الديموقراطية!
يخترق الناس في مجتمع الكويت - أو أغلبية الناس ان تفاءلنا قليلا - اهم مبدأ ديموقراطي، وهو مبدأ العدالة الاجتماعية، و«يطعنونه» كل لحظة بخناجر الواسطة والفوضى والمحسوبية، وبعد ذلك لا مانع لدى هذه الغالبية الطاعنة من استخدام الديموقراطية كذريعة وكحائط مبكى لدى شعورهم بمحاولات «شبه» جدية لايقاف تماديهم في الفوضى او محاولات ايقاف فضائح طعنهم لمبدأ العدالة وممارساتهم المشينة.
وخير دليل على كلامي هذا تصاريح كثير من رؤساء ما يسمى - زورا - بالنقابات المهنية او العمالية، وذلك بعد ان «حمّرت» السلطات لهم قليلا العين، بعد ان وصلت فوضى الاعتصامات وما يسمى بالاضرابات العمالية الى حد لا يطاق فاشمأز منه حتى من «تعتقت» انفسهم بالحرية والليبرالية والديموقراطية الحقيقية!
بكل بساطة واختصار: ان مشكلة الديموقراطية في مجتمع الكويت وما يشابهه من مجتمعات هي ان تلك المجتمعات غير مهيأة سلوكيا وعضويا وچينيا للديموقراطية مهما تكلم وتحدث البعض عن ضرورة مرور تلك المجتمعات الفوضوية بفترة انتقالية كما مرت بها المجتمعات الغربية الراقية وما يشابهها من مجتمعات اختارت الديموقراطية «نبراسا» لحياتها وليس لترسيخ الفوضى والظلم الاجتماعي كما نحن!