مخلد الشمري
حدث بارز وتاريخي بمعنى الكلمة هذا الذي تحدّث عن انضمام 9 دول أوروبية جديدة لاتفاقية «شنغن»، ليصبح عدد الدول الأوروبية التي تفتح الحدود و«القلوب» فيما بينها 24 دولة يتنقل بينها بكل حرية 400 مليون مواطن أوروبي، عدا مئات الملايين من السياح الذين أصبحوا قادرين على التنقل والسفر والسياحة بين 24 دولة أوروبية بمجرد الحصول على ڤيزا سياحية واحدة من أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
في مقابل ذلك يراقب ذلك الحدث التاريخي بكل حسرة كثير من شعوب هذه الأرض وبالذات الشعوب العربية المتقاربة اللهجة والديانة، والمتباعدة أشد التباعد قلوبا ومشاعر وتمنيات بالخير لبعضهم البعض، بل واني اجزم لو أن الحدود العربية فتحت للتنقل بحرية ليوم واحد فقط لتركزت أغلبية شعوبها، ولأسباب اقتصادية فقط لا غير في ثلاث أو أربع دول فقط، وستبقى أراضي بقية الدول فارغة تقريبا الا من أنظمتها والمحسوبين على تلك الأنظمة التي أهملت الانسان العربي الذي قد يولد ويحيا ميتا قبل ان يموت موتته الحقيقية.
بل وتراكم هذا الاهمال قرونا وقرونا حتى أصبح الانسان العربي اسما فقط دون معنى.
في كل مرة أقرأ فيها عن تحقيق انجاز «توحدي» أوروبي اقتصاديا كان أو سياسيا أو برلمانيا، أتيقن ان الأفراد الأوروبيين بشر لا يشابهوننا نحن بشر المنطقة العربية في شيء، حتى وان كانت صورة الأجساد متشابهة.
ان الانجازات الوحدوية الأوروبية اللافتة للنظر، تؤكد وتظهر وتبين «الفرق» في العمل والتفكير والجدية بين شعوب أوروبية لم تلتفت لأى ماض تعيس ولا تعطيه حتى بالا، وبين شعوب عربية أصبحت عالة وخطرا على هذه الحياة، لا شيء لديها سوى التباكي المستمر على ماض لا قيمة له ولا حياة حياة فيه، ولم يوّرث لها سوى الخراب والبؤس والعذاب.