مخلد الشمري
كان قدر السيدة الشجاعة بينظير بوتو أن تكون رمزا ومشعلا و«شمسا» للديموقراطية في بلد سيطر عليه منذ تأسيسه العسكر القساة والطغاة والجامدون متحالفين مع خريجي آلاف المدارس والجامعات المتطرفة التي لا تخرج الا المتطرفين والإرهابيين وكارهي وأعداء الحداثة والديموقراطية والتطور وحرية المرأة وعملها بالشأن السياسي وغير السياسي.
وكانت شهيدة الديموقراطية بينظير بوتو متأكدة أن هناك من يحاول قتلها وتغييبها واسكاتها، ولطالما أعلنت عن ذلك مرارا وتكرارا قبل وبعد عودتها الأخيرة لوطنها باكستان بعد نفي اجباري لأكثر من 7 سنوات، ومع ذلك عادت «الشجاعة» بينظير لوطنها، فهي رمز سياسي قائد قبل أن تكون امرأة شجاعة مسلمة قائدة، وما كان منها إلا اختيار العودة لوطنها عندما حانت أول فرصة لها للعودة، لتعمل فورا لعودة وترسيخ الحرية والديموقراطية ودولة المؤسسات، ولم لا وهي ابنة أشهر رئيس وزراء منتخب، ورئيسة وزراء لمرتين بعد فوز حزبها (الشعب) في الانتخابات، واستمرت في صراعها السياسي العنيف مع العسكر والمتطرفين وهي منفية خارج باكستان بين دبي ولندن.
لهذا فإن كلمات مثل حقير وسافل وشنيع وخسيس ودنيء وبائس هي أقل ما نستطيع به وصف عملية قتل واغتيال المرأة صاحبة الكاريزما التي لن تنسى أبدا بينظير بوتو ابنة ومكملة طريق ذو الفقار علي بوتو الذي أعدمه الديكتاتور المستبد ضياء الحق رغم مناشدة أغلب حكام العالم وحكام الدول الإسلامية وقتها له بعدم الإقدام على إعدامه، وها هي ابنته الشهيدة الشجاعة بينظير تلاقي مصيرها اغتيالا «حاقدا» كقدر لاقاه كثير من أفراد أسرة «بوتو» التي يشبهها الكثيرون بآل كيندي باكستان.
كل الاحترام للمرأة الشجاعة الجميلة بينظير بوتو.