«تحرش» اغلبية «من كل قطر اغنية» بالقضاء الكويتي بعد ان اصدر احكامه بشأن قضية ما سمي بأحداث ندوة ديوان الحربش غير القانونية هو اخطر الاخطار التي نشاهدها على الساحة المحلية منذ ان اجبرنا قدرنا على رؤية هذا اليوم الاغبر الذي تكونت فيه تلك الاغلبية، والتي سيكون تحرشها بالقضاء هو القشة التي ستقصم ظهر هذه الاغلبية قصما، وستنهي الممارسات غير المسؤولة وغير المحترمة وغير المعقولة التي مارستها منذ ذلك اليوم الاغبر، فالقضاء ليس فقط خطا احمر او سدا احمر ـ القضاء ـ هو مفترق الطريق، الحقيقي، بين الفوضى واللا فوضى، خاصة اننا كمواطنين نستطيع ولفترة زمنية «محدودة» جدا ان نتحمل الممارسات الفوضوية لتلك الاغلبية المتعنترة، ومؤيديها من السذج والفوضويين، الا انه ليس باستطاعة كويتي واحد شريف ومحترم تحمل ان تدب الفوضى في صرحنا القضائي النزيه، حيث من يستطيع بعدها اخذ حقه بالقانون ان اصبح القضاء تحت رحمة من لا يحترمون القانون وجعلوا النظم والقوانين في البلد، وللحزن، آخر همومهم وآخر ما يحترمونه في هذه الحياة!
ان مجرد التشكيك بالقضاء الكويتي وبأحكامه هو مصيبة وخطر عظيم، فما بالك بهؤلاء الذين يتحرشون بالقضاء ويشككون في أحكامه ـ وبتعمد ـ والا ماذا يمكننا ان نسمي تلك الاقتراحات البائسة والمريبة بشأن القضاء والتي يقترحها البعض بين فترة واخرى، وبخبث تحت نية تنظيم القضاء، وكأن القضاء في الكويت سائب وغير منظم، وليس قضاء كان ومازال الملاذ الحقيقي وشبه الوحيد لكل مظلوم وصاحب حق، ويلجأ له عند الضرورة وباطمئنان كل مواطن ومقيم بالبلاد لارجاع الحقوق واولهم هؤلاء الذين يتحرشون بالقضاء، والذين يمتدحونه مدحا كلما اصدر لهم حكما لصالحهم في القضايا الكثيرة التي رفعوها او رفعت ضدهم من قبل المتضررين من كلامهم وتصريحاتهم خارج او تحت قبة البرلمان.
نعم يبدو ان الغطرسة والغرور والكبر والعنتريات التي مارستها ومازالت تمارسها اغلبية «من كل قطر اغنية» منذ اول جلسة من جلسات البرلمان الجديد لن ينفع معها الا مواجهتها بفعل غير تقليدي لا يأتي على فكر وبال وخاطر تلك الاغلبية ومؤيديها المخدوعين، فعل اكبر كثيرا من العين الحمراء، فعل يطمئن معه المواطن لمستقبل الوطن، فما تمارسه تلك الاغلبية هو لعبة خطيرة بل الألاعيب مدمرة ان تم التغاضي عنها طويلا ولن ينجو منها احد حتى هؤلاء الذين يمارسون تلك الالاعيب دون وعي واحساس ودون ادراك للنتائج الوخيمة والمدمرة لألاعيبهم!
وبما ان الأعيبهم وصلت للتحرش بالقضاء فإن القضاء وحده سيكون الصخرة العظيمة التي ستتحطم عليها كل الاحلام الخبيثة جدا لهذه الشرذمة المسماة بالاغلبية البرلمانية، اغلبية جاءت في الزمن الخطأ للمكان الخطأ، والا كيف يتحكم بالتشريع لوطن عظيم اسمه الكويت؟
اغلبية لا تختلف ممارساتها وألاعيبها عما يمارسه السذج وعديمو الاحساس بأي شارع من شوارع فرجان الكويت، اللهم اني بلغت.
[email protected]