مخلد الشمري
أحب وأعشق عادة الانفراد بالنفس، وكثيرا ما انفرد بنفسي في أغلب أوقات اليوم، وهذه العادة ليست نتيجة عقدة من الآخرين، بل هي عادة نبيلة وجميلة لم أدمنها فقط، بل أصبحت هي العنوان شبه الوحيد لأيامي، الا ان أفضل ساعات الانفراد بالنفس لدي هي من منتصف الليل الى ساعتين أو ثلاث، وربما أربع ساعات بعده، وهي الساعات التي أقضيها تفكيرا وتأملا وتحليلا وقراءة وكتابة، وأضيف لها كل فترة فقرة استرجاع شريط ما مضى لي من احداث سابقة أتذكرها أو أحاول تذكرها، من غير حسافة ومن غير أي تعليق أو ندم عليها، ولو أعطيت لي الفرصة التي لم تعط لأحد في هذه الحياة، لتصحيح ولتصويب بعض أحداث الأيام الماضية من أيام حياتي، لكررت نفس السلوك ولتصرفت نفس التصرفات، ولسرت في نفس الطرقات والمسالك، من غير أي احساس - ولو بسيط - بالذنب، ما عدا تصرف وحيد في حدث وحيد من احداث حياتي ما كان ذنب لي في حدوثه، ومع ذلك بالتأكيد كنت سأغيّر سلوكي وتصرفي تجاه هذا الحدث حتى لو كانت ستتغيّر معه من سيئ إلى أسوأ نتائج كل الأحداث التي واجهتها في أيام هذه الحياة التي يبدو ان حظي الوحيد الجميل بها هو انني مازلت مستمرا بالعيش فيها حتى هذه اللحظة.
ولا يستغرب احد ما جاء بالفقرة الماضية لأنني كتبتها فقط بمناسبة الملل الكبير والوجع الأليم والكدر العظيم الذي أصابني منذ بدأت أكتب أكثر عن أمورنا المحلية الكويتية وأتعمق أكثر بالتعليق عليها وأعدكم بأنني لن أكون كذلك في القادم من الأيام، فأنا بلا قناع تماما مثل معلمي الأكبر وكاتبي المفضل صالح الشايجي.