٭ يعتقد البعض ان الصراخ والثرثرة الفوضوية الفارغة من كل مضمون، ومعها التهديد والوعيد «الأجوف» هو الممارسة الفعلية للديمقراطية، رغم ان الديموقراطية لا يمكن ان تكون نتائجها صحية ومفيدة لاي مجتمع اذا لم يكن هذا المجتمع يمتلك ثقافة الديموقراطية التي هي بالأساس ثقافة المواطنة الصالحة التي لا يمتلكها وللاسف الاغلبية الساحقة من مواطني الكويت، لهذا اصبحت هذه الاغلبية الساحقة من ضعيفي الثقافة الديموقراطية غير قانعة وغير راضية ومتذمرة دون سبب ودون معنى مهما فعلت لهم الدولة من مبادرات واشياء ايجابية ومهما انعمت عليهم برفاهية لا تمنح مثلها اغلب دول العالم لمواطنيها.
٭ حتى لو خدعنا انفسنا وقلنا انه توجد لدينا عملية ديموقراطية تماما مثل بريطانيا واليابان فانه لا يوجد لدينا حتى 1% من ثقافة الديموقراطية التي يمتلكها مجتمعا بريطانيا واليابان ومن يشابههما من مجتمعات الدول التي استوعبت وتجذرت وتشربت ثقافة الديموقراطية وثقافة الحوار العقلاني وثقافة الحل الوسط بحيث لا تستطيع اي فئة الحجر على رأي الآخرين وبحيث لا مجال نهائيا لاي افراد او كتلة او حزب ان يرفضوا احكام المحكمة الدستورية الواجبة التنفيذ، بالعمل على اثارة الناس بطريقة سخيفة وفوضوية وسمجة حتى وان كان هذا العمل السخيف والفوضوي قد جمل وقدم للناس كعريضة لا تتماشى مع أدنى المبادئ والقيم الديموقراطية بل وعريضة مخالفة للدستور الذي يدّعون دوما العمل على المحافظة عليه.
٭ ان الديموقراطية بالكويت في خطر عظيم وفي محنة كبيرة بسبب افتقار الاغلبية الساحقة من المواطنين لادنى مقومات الثقافة الديموقراطية بل ولادنى مبادئ الثقافة العامة ولهذا نشاهداليوم ان كثيرا من المواطنين يستقطبون وينجرفون بكل سهولة لهؤلاء اللاديمقراطيين من كتل واحزاب وافراد يريدون السيطرة على المجتمع وخطف العملية الديموقراطية الكويتية لتنفيذ مصالحهم ومآربهم الخاصة واجنداتهم واهدافهم الخارجية التمويل والاوامر، ونتمنى الا يطول الوقت قبل ان يكتشف هؤلاء المواطنون المنجرفون لهم بسذاجة، كذب وزيف وخداع كلامهم وصراخهم بادعاء الخوف على الوطن ودستوره، رغم ان كل مؤشرات وشواهد افعالهم واخرها عريضة الشؤم ذاتها تقول انهم لا يريدون سوى هدم الوطن وشطب والغاء دستوره!
[email protected]