يبدو ان الحضور الصغير والمتواضع جدا في التجمع الأخير في ساحة الإرادة قد صدم وأحبط الداعين له، فأصبحت تصريحاتهم وأقوالهم بعد ذلك أكثر وحشية بعد صدمتهم الكبرى في عدد الحضور، حيث كانوا يتخيلون ان بإمكانهم حشد كل الكويتيين في ساحة الإرادة. وكأن الكويتيين لا عمل لهم سوى انتظار التعليمات والإشارات من أفراد هذه المجموعة التي يهمها مصلحتها قبل اي شيء.
لو كان هؤلاء فعلا ممتهني سياسة حقيقيين ومحترفين ويفهمون الواقع وخبايا الساحة المحلية لعرفوا وفهموا ان أسباب زيادة العدد في تجمع الشتاء الماضي لم تكن لها علاقة نهائيا بأجندتهم ومطالبهم غير العقلانية او بشعبيتهم، ولتأكدوا في قرارة أنفسهم من أن السلطة وبذكاء شديد قد فككتهم وعرتهم وأظهرتهم للناس على حقيقتهم سواء بالمقدرة المتواضعة على حشد الناس، أو إظهار تناقض مواقفهم التي هي في النهاية مواقف لمصالح خاصة وشخصية لا تمت للمصلحة العامة بصلة وإن غلفوها بالخوف على الصالح العام وعلى الوطن، وهو خوف وهمي وتمثيلي فقط لا غير، فمن يخاف على الوطن بصورة حقيقية يجب ان يقدر ويزن الأمور بواقعية ويجب ان يطلق تصريحات هادئة، ولا يحاول استغلال الظروف الإقليمية الحالية لابتزاز الدولة ولي ذراع السلطة على حساب استقرار الوطن وأمن ووحدة مجتمعه.
ولهؤلاء الذين يبدو أنهم لا يريدون ترك هذا التهور حتى بعد ان عرفوا حجمهم الحقيقي المتواضع جدا، نقول: تأكدوا انه لا احد أكبر من هذا الوطن الطيب المعطاء، ولا احد أقوى من هذه السلطة الحنونة، وكل تلك التصريحات الطفولية الجوفاء التي تصرحون بها وتصرخون وتشتمون بها، وتتعدون بها على «المقامات» هي تصريحات فارغة لا معنى ولا قيمة لها، ولولا لطف وحنان وطول بال سلطة هذا الوطن الطيب التي تغض النظر عن بعض السلوك والأفعال والتصريحات البغيضة لبعض المواطنين المتهورين، لخرست تلك الألسن وانطمست منذ زمن، ومع ذلك نقول وبصدق لهذه الطغمة المغرورة إن للصبر واللطف والحنان وسعة وطول البال حدودا.. فاحذروا.
[email protected]