الخمار ثوب تغطي به المرأة رأسها، والجمع منه خمر وأخمرة، وإذا اختمرت المرأة لبست خمارها، وأول مــــن وصف الخمار الناسك الــــدارمي الملقب بمسكين، واسمه ربـــيعة بن عـــامر بن أنيف الدارمي التميمي، (ت: 89 للهجرة) أحد شعراء العصر الأموي الأول فقال:
قل للمليحة في الخمار الأسود
ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه
حتى خطرت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه
لا تقتليه بحق دين محمد
وقد أنقذ في هذه الأبيات تاجر عراقي من الخسارة، ثم جاء الشاعر العباسي كشاجم محمود بن الحسين السندي (ت: 360 للهجرة، فوصف الخمار الأكحل فقال:
قل للمليحة في الخمار الأكحل
كالشمس من خلل الغمام المنجلي
بحياة حسنك أحسني وبحق من
جعل الجمال عليك وقفا أجملي
لا تقبلي قول الوشاة فإنني
لم أصغ فيك إلى مقال العذل
وجاء بعد كشاجم القاضي التنوخي الحسن بن علي بن محمد (ت: 384 للهجرة) فقال في الخمار الذهبي:
قل للمليحة في الخمار المذهب
ذهب الزمان وحبكم لم يذهب
وجمعت بين المذهبين فلم يكن
للحسن في ذهبيهما من مذهب
نور الخمار ونور وجهك نزهة
عجبا لخدك كيف لم يتلهب
وحاء بعد القاضي التنوخي منتــجب المــلك محمد بن أرسلان، (توفي 534 للهـجرة) فقال:
قل للمليحة في الخمار الأحمر
لا تجهري بدمائنا وتستري
مكنت من حب القلوب ولاية
فملكتها بتعسف وتجبر
إن تنصفي فلك القلوب رعية
أو تمنعي حقا فمن ذا يجتري
فكـــان السابق في مدح الخمار وحـــاوي قصب الرهان مسكين الـــدارمي، وقد سمي مسكينا لقوله:
أنا مسكين لمن أنكرني
ولمن يعرفني جد نطق
ولقوله أيضا:
وسميت مسكينا وكانت لجاجة
وإني لمسكين إلى الله راغب
وفي هذا القدر كفاية.