مسكينة ليلى هذه، كل يتغنى بحبها، ويتظاهر ويتباهى بعشقها، لكن ليلى لا ترى مما يدعون شيئا، لذلك فليلى لا تقر لهم بهذا الحب الزائف، فما تراه منهم عكس ما يدعون ويقولون، ولسان حالها يقول لهؤلاء بسخرية:
ولا يعجبنك قول امرئ
يخالف ما قال في فعله
كذلك الحال بالنسبة للكويت وطننا العزيز، فما أكثر من يدعي زورا وبهتانا محبته والإخلاص له، والتضحية في سبيله، وأنه يسعى جاهدا لأجل رفعته، لكن هذا السعي غير مشكور، فالكويت لا تقر بمحبة هؤلاء الناس لها، لأن ما نراه ونسمعه عكس ما يدعيه البعض من حب شديد لها، إن حب الوطن ليس كلاما يردد في المجالس. إن الكويت تريد منا الكثير الكثير ونحن لم نعطها إلا قليل القليل.
لقد أصبح حب الوطن غير ذاك الحب الذي غرسه في قلوبنا ونفوسنا آباؤنا وأجدادنا وتربينا عليه، لقد طغت المصلحة على كل شيء، وأصبحت هي الهم الأكبر عند كثير من الناس، هي الأول والآخر وما سواها تسطير كلام لا أكثر ولا أقل، أين حب الكويت مما نراه، أي حب هذا؟! وإن كان حبا فما أخاله إلا الحب الماسخ، الفاقد للون والطعم والرائحة، إن من أوليات وبديهيات حب الكويت طاعة ولي الأمر في المنشط والمكره، وهذا ما لم نره ولم نلمسه.
يا سادة نحن نسير إلى جهة غير معلومة وعلى البركة، سبحان الله وطن نريد منه حقا ولا نقر بحقه علينا، وطن نأخذ منه ولا نعطيه، نحن لا نريد للأمور أن تخرج عن السيطرة، ولا نريد للوطن أن يكون ضحية خلافات بين هذا وذاك، حب الوطن بالأفعال وليس بالأقوال، ولابد أن نترجمه واقعا. لقد صرنا نرى بطولات وهمية تتبعها الغوغائية وسرعان ما تتلاشى.
إن الإشارة اليوم حمراء نراها بالعين المجردة لكن هناك من يريد أن يتجاوزها ظنا منه أنه يستطيع ذلك، والحقيقة أن تجاوز الإشارة الحمراء سيكلف الكثير ولكن لا حياة لمن تنادي.
أذكر تماما أنه في مثل هذه الظروف السيئة التي نعيشها اليوم من مشاحنات مشاجرات عام 1990 استغل المقبور صدام حسين هذه الظروف وغزا الكويت، فلا تفتحوا الأبواب المغلقة، وراعوا الله في وطنكم، وتفاهموا وتحاوروا واسمعوا وأطيعوا لولاة أموركم، فهم يريدون الخير للكويت وأهلها.
وإلى متى هذا التشرذم والتحزب، وإلى متى هذا الخطاب المتدني، وإلى متى هذه الألفاظ النابية؟! ألا نخاف الله في هذا الوطن ونستكين ونرعوي ونحمد الله على النعم الكثيرة التي خصنا الله بها؟! اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل سوء.