لا شك أن الحياة مجموعة من المحطات نمر بها، ننتقل خلالها من محطة إلى محطة، ثم تمضي بنا الحياة مسرعة بكل ما فيها من أحداث دون توقف نحو آجالنا، ولن نعود إلى محطة مررنا بها، وخلال ذلك نرى أحداثا كثيرة ومثيرة بين محطة وأخرى، ثم نصل في نهاية المطاف إلى المحطة الأخيرة التي نغادر بعدها هذه الدنيا ونرحل بما لنا وما علينا، (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ـ الزلزلة).
والمصيبة أننا في غفلة من أمرنا، لقد قضى المولى عز وجل أن تكون هذه الحياة الدنيا التي نعيشها ليست بأبدية، وإنما جعلها جسر عبور لما بعدها، فلا شيء فيها دائم ولا خليل باق، ولا سرور في هذه الدنيا إلا وعلى اثره حزن، هكذا هي الحياة، فمنا من يستكين ويرعوي ويسلك طريق النجاة قبل فوات الأوان، ومنا من يسير بلا هدى وعند الله علم مآله:
لو كنت أعجب من شيء لأعجبني
سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
يسعى الفتى لأمور ليس مدركها
والنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أمل
لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر
وقد قيل في الدنيا إنها إذا كست أوكست، وإذا حلت أوحلت، وإذا غلت أوغلت، فإياك إياك، ومن وصايا لقمان الحكيم لابنه: يا بني، إن الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه ناس كثير، فلتكن سفينتك فيه تقوى الله عز وجل، وحشوها الإيمان بالله تعالى، وشراعها التوكل على الله، لعلك تنجو وما أراك ناجيا.. ودمتم سالمين.