Note: English translation is not 100% accurate
سل التاريخ عنّا يا بنديكت الإسلام والسيف (1)
الاثنين
2006/9/18
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1965
بقلم : مشعل الظفيري
«الإسلام ما انتشر إلا بحد السيف»، لقد مللنا من هذه العبارة الوقحة، التي طالما رددها بعض المستشرقين والضالون والمغضوب عليهم.
«إن الإسلام دين لا يتوافق مع العقل والمنطق، والإرادة الإلهية في دين محمد لا تخضع للعقل»، وهذه أيضاً عبارة أخرى ليست بالجديدة، ولكنها نغمة مفضلة لدى من يبغضون الإسلام، أو من يشعرون بالغيرة لتماسك عقيدته، وكمال شريعته.
بابا الفاتيكان «بنديكت السادس عشر» كان آخر من ردد هذه العبارات والافتراءات قبل أيام، فماذا نقول لك يا بابا؟
إننا لن نرد عليك ولكن سندع التاريخ يرد فريتك. هلا سألت سمرقند حينما فتحها المسلمون ماذا جرى على ربوعها من الأعاجيب، لقد اشتكى أهلها فاتح سمرقند القائد الشهير «قتيبة بن مسلم» لدى أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز «اشتكوا بأن المسلمين فتحوا بلادهم قبل ان يخيروهم بين الجزية أو الإسلام».
فماذا فعل عمر؟!
لقد بعث قاضياً يقضي بينهم، يجمع قتيبة في طرف، وكهنة سمرقند ووجهاءها في طرف آخر، يسمع لكل فريق، حتى انقضت دعاوى الفريقين، فحكم القاضي بأن فتح المسلمين لسمرقند غير شرعي، فأمر الجيش الإسلامي المجحفل بالخروج منها بعدما سيطر عليها وهيمن على أرضها وشعبها.
فلما رأى أهل سمرقند ما فعله المسلمون، قالوا «والله ما هذه إلا أخلاق الأنبياء» فأسلموا عن بكرة أبيهم، وسلموا للفاتحين بلادهم عن طيب نفس.
ألم تسمع يا بنديكت بوصايا الخلفاء لجيوشهم، بألا يقتلوا امرأة أو طفلاً أو شيخاً مسناً، ولا يقطعوا شجرة مثمرة، ومن وجدوه من الرهبان يترك ولا يمنع عما انقطع إليه؟!
ألم تبلغك أيها البابا، مقولة فخر البشرية، ومشرف الإنسانية محمد ( صلى الله عليه وسلم ) حينما فتح مكة وتمكن من أهلها الذين آذوه وكذبوه وقتلوا أصحابه وحاولوا قتله وطردوه من أحب البلاد إليه، لقد قال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» لم يسفك دماً، ولم ينتقم لنفسه.
هل تعلم يا بابا الفاتيكان كيف أسلم أهل أكبر بلد إسلامي (إندونيسيا)؟!
لقد أسلموا على أيدي التجار لما رأوا حسن أخلاقهم، وسلامة عقيدتهم، ولم يشهر في وجوههم سيف، ولا سالت لهم قطرة دم.
هل غفلت يا بابا الفاتيكان، وأنت تتهم الإسلام ونبيه بما ليس فيه، هل غفلت عمن نشروا ديانتهم فعلاً بالسيف، وأقاموا للأبرياء محاكم التفتيش، واستغلوا جوع الناس وفقرهم ومرضهم لابتزازهم ومساومتهم على عقيدتهم في العصر الحديث، وإلا ماتوا من الجوع والمرض؟!
هل نسيت الحروب الصليبية التي قادها أسلافك، وكيف خاضت خيولهم في دماء أهل بيت المقدس الى الركب، هذا هو الفرق بيننا وبينكم يا بنديكت السادس عشر، ولذلك ترى المسلم لا يترك دينه ولو كان أفسق الناس، بينما يفر الناس من هرطقاتكم، الى رحابة الإسلام.
ملكنا فكان العدل فينا سجية فلما ملكتم سال بالدم أبطح وحللتم قتل الأسارى وطالما غدونا على الأسرى نمنّ ونصفح فحسبكمُ هذا التفاوت بيننا فكل إناء بالذي فيه ينضح أما ادعاء البابا أن الإسلام لا يوافق العقل، فهذا من المضحكات، وله حديث منفصل بإذن الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
اقرأ أيضاً